اعلنت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري ان زيادة الاستهلاك العالمي للنفط ستستمر بوتيرة متسارعة هذه السنة مدفوعة بانخفاض الاسعار والنمو الاقتصادي العالمي، في موازاة انتاج يتزايد باستمرار، لكنها لحظت بداية اعادة توازن للعرض. وفي تقريرها الذي نشر امس، توقعت الوكالة ان يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1,6 مليون برميل يوميا في 2015 مدفوعا "بنمو اقتصادي يتعزز" وتراجع اسعار الذهب الاسود ما يقود "المستهلكين الى استخدام اكبر للوقود". واشارت الوكالة الى انه "النمو الاقوى خلال خمس سنوات"، رافعة تقديراتها السابقة لنمو الطلب في 2015 بمقدار 260 الف برميل يوميا خصوصا بسبب طلب اعتبر الاكبر في الولاياتالمتحدة والصين وروسيا والبرازيل. كما توقعت ارتفاع الطلب في 2016 بمقدار 1,4 مليون برميل يوميا اي بزيادة 410 آلاف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة. غير ان توقعات منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) كانت اكثر حذرا. فقد توقع الكارتل النفطي ارتفاعا للطلب بمقدار 1,38 مليون برميل في اليوم في العام 2015، اي بزيادة 100 الف برميل مقارنة بتقديراتها الشهر الماضي. وبالنسبة للعام 2016 اشارت المنظمة الى تسارع الطلب بمقدار 1,34 مليون برميل يوميا، بسبب قفزة للنمو العالمي بنسبة 3,5% مقابل 3,2% هذه السنة. اما لجهة المنتجين "فان العرض الشامل يواصل نموه بوتيرة متسارعة بالرغم من تدهور اسعار النفط" بحسب وكالة الطاقة العالمية التي اشارت الى "الضخ الكثيف" للاعضاء البارزين في منظمة اوبك. ولم تلحظ الوكالة اي "تباطؤ" من جهة الكارتل منذ ان قرر في نوفمبر الماضي عدم خفض انتاجه لمواجهة ازدهار النفط الصخري. لكن الوكالة التي مقرها في باريس، اشارت الى ان عملية "اعادة توازن قد بدأت"، متوقعة تباطؤ العرض النفطي الاتي من دول غير اعضاء في اوبك نهاية السنة وتراجعه في 2016. الا ان هذه العملية لاعادة التوازن "قد تستمر نظرا الى فائض العرض الذي يتوقع ان يستمر طوال العام 2016" بحسب الوكالة الدولية. "وحتى مع تباطؤ انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك ونمو اقوى للطلب، يبقى هناك فائض كبير" في السوق النفطية، كما اضافت الوكالة موضحة ان توقعاتها لا تأخذ بالحسبان احتمال زيادة الانتاج الايراني مع رفع العقوبات المفروضة على طهران. واعتبر البنك الدولي من جهته الاثنين ان رفع العقوبات عن ايران سيكون له تأثير "كبير" على الاسواق العالمية للبترول اذ انه سيؤدي الى انخفاض اسعار برميل الخام عشرة دولارات اعتبارا من العام 2016. وتحت تأثير "فائض العرض" النفطي، وخصوصا من دول اوبك، والدولار القوي، خسر سعر برميل النفط المرجعي عشرة دولارات خلال شهر. وانخفض سعر البرنت نفط بحر الشمال الى نحو 49 دولارا، في مقابل 59 دولارا الشهر الماضي، فيما انخفض سعر برميل الخام الخفيف (لايت سويت كرود) في نيويورك الى نحو 43 دولارا في مقابل 53 في منتصف يوليو.