علاقة المملكة العربية السعودية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مميزة واستثنائية جدا منذ القدم، ومبنية على التفاهم التام وحسن الجوار والجغرافيا الواحدة؛ والترابط الأخوي المتين والتلاحم العائلي والعلاقة المصيرية الواحدة ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قبل وبعد إعلان مجلس التعاون الخليجي الذي ولد في العاصمة الإماراتية "ابوظبي" عام 1982 الذي أسس لكيان خليجي قوي مترابط موحد بين دولة الست. وظلت هذه العلاقة القوية تنمو وتتطور وتزدهر بشكل مميز ومتين وتشتد بين الدولتين الشقيقتين بفضل حكمة وإرادة ورغبة القيادتين في البلدين، وكذلك العلاقة المتينة بين الشعبين السعودي والإماراتي الذي هو الآخر يشكل مجتمعا واحدا ولحمة واحدة من خلال الروابط الاجتماعية والعائلية؛ وتشابه العادات والتقاليد واللغة والتاريخ المشترك وكذلك الانسجام التام على جميع المستويات، حيث أغلب القبائل والعوائل لها جذور مشتركة بين مدن المملكة والإمارات من حيث الأصل والمنشأ وصلة القربى والنسب. وحين يمتزج الدم الإماراتي بالدم السعودي في معركة واحدة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة للقضاء على تمرد الميليشيات الحوثية المشبوهة والمدعومة من الخارج والحد من خطورة اهداف هذة الفئة الباغية، التي أسقطت الشرعية الوطنية في اليمن الشقيق واستولت على الحكم بالقوة ومزقت الوطن وشردت الشعب وزرعت الفتن الطائفية والمذهبية بهذا البلد العربي الجميل والجار. فهذا الاستبسال المشرف والتضحية الزكية من قبل شهداء القوات الإماراتية المسلحة البطلة يدلل على قوة التلاحم بين المملكة والإمارات والمصير الواحد المشترك والهدف المنشود والرسالة السامية من اجل الهدف، ومن أجل تنفيذ ارادة القيادتين والشعبين اللذين يفخران بأفراد قواتهما المسلحة البطلة، للذود عن حياض الوطن والدفاع عن النفس والعقيدة والاستبسال والاستشهاد من أجل رفعة الاوطان والدفاع عنها بالغالي والنفيس، فليس أغلى من الدم سوى حب الوطن، وكما قال الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"مؤسس وباني نهضة دولة الإمارت، "إن الدم العربي أغلى من النفط"، وهاهم أبناء الإمارات الغيارى البواسل الشجعان يقدمون الشهيد تلو الآخر من أجل الوطن والهدف والرسالة ورفع راية بلدهم خفاقة عالية في ساحات الوغى، ويسطرون أجمل الملاحم البطولية والتضحية الغالية من أجل الوطن وسمعته ورفعته ومكانته بين الأمم والشعوب. ويخطئ من يقول إن أبناء الخليج العربي مترفون وغير قادرين على الدفاع عن أوطانهم أو لا يجيدون حمل السلاح وفنون القتال وإدارة المعارك والحروب بالشكل المطلوب، بسبب العيش الرغيد ودعم قيادتهم وترفيههم ورعايتهم الكريمة الزائدة، ولكن كما قال المثل البدوي القديم " لو ضاقت العوز عليك بأبناء الدلال".. أي هم أبناء الخير والبررة والبذرة الطيبة، هم الذي يستبسلون ويقدمون أنفسهم ويبادرون بفعل الخير والتضحية والدفاع عن الأوطان، وكذلك الذود عن الدولة والشعب، ويسجلون تاريخاً مشرفاً لخدمة الدين والوطن والمجتمع، وينذرون أنفسهم ليكونوا سارية لراية الوطن ونبراسا مشرفا لسمعة وكرامة البلد بالطريقة التي تليق بمكانة وقوة وتميز وطنهم الغالي. فهنيئا لمن ضحى من أجل الوطن ونال أعلى وسام شرف وهي الشهادة في سبيله وسبيل الشعب والهدف والمبدأ، بتلك الصورة التي ترفع الرأس وترفع راية علم بلاده خفاقة عالية تنال المجد وتسابق العلياء. رحم الله شهداءنا الأبطال من القوات المسلحة الباسلة الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من الوطن والعقيد والكرامة.