قبل عقدين كتبت مقالاً عن نهضة تايوان ووصفتها بأنها تحتذي هي وكوريا الجنوبية باليابان كنوع من التحدي الصناعي والتقني ضد أعدائها التاريخيين وهم: اليابان ضد الولاياتالمتحدة، وتايوان ضد الصين العملاقة، وكوريا الجنوبية ضد كوريا الشمالية. صنعت هذه الثلاث دول معجزاتها الاقتصادية دون عنتريات ومزايدات كما يفعل العرب للأسف. اليوم أكتب لأتكلم عن نموذج تنموي آخر وهم: سنغافورة وهونج كونج ودبي. هؤلاء صنعوا أيضاً نموذجاً استثمارياً تجارياً أجبر الدول المعادية لهم بأن تتعاون وتتشارك معهم بفضل ثقلهم التجاري مثلاً: هونج كونج أجبرت جميع الدول المجاورة والمعادية على التعاون معها بفضل بنيتها التحتية ومستوى تعليمها، كذلك دبي اليوم تجبر إيران، وإيران مرغمة لأن تكون شريكاً تجارياً لها حتى إذا رفعت العقوبات عن إيران ستزداد الشراكة بفضل بنوك وموانئ دبي التي لا تمتلكها إيران وسوف تلجأ لها وأنا سعيد بأن الأموال التي سوف تتوجه لإيران سوف يذهب جزء منها لدبي الخليجية واقتصاد الخليج، وإيران مرغمة بعد أن ضيعت أموالها في دعم منظمات هنا وهناك بسبب حلم قديم وأمجاد فارسية قديمة أوهمت إيران بأنها سوف تكون اتحاداً سوفيتياً جديداً.. اليوم التحدي الاقتصادي وأول من تنبه لهذا كان البريطانيون بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فلم يعد الصراع أن تحتل أرض عدوك بل أن تأخذ أمواله إما أن يشتري منك سلعة أو يستثمر في بلادك.. لمراسلة الكاتب: [email protected]