لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصل الحال بالفنان عبدالمجيد عبدالله بأن يطرح أحدث ألبوماته دون أي حملة دعائية تذكر، حيث أطلقت روتانا أكثر من 20 أغنية للنجم عبدالمجيد من خلال متجر الآيتونز الإلكتروني دون حملة إعلانية أو تحضير مسبق أو حتى إعلانات كافية عبر قنوات روتانا ووجد الجمهور الأغاني بشكل مفاجئ أمامهم في المتجر الإلكتروني، في خطوة تشي بأن ثمة بوادر خلاف بين عبدالمجيد عبدالله وروتانا نتج عنها هذا التجاهل من الشركة لألبومه الجديد. التجاهل الذي يبدو أنه متعمد من قبل روتانا التي تعاملت مع عبدالمجيد كتعاملها مع فناني الصف الثالث هو نتاج طبيعي للتخبط الذي يعيشه هذا الفنان في السنوات الماضية من سوء اختيارات إلى إفراط في طرح أغاني "سنغل" أغلبها رديئة ولا تحمل أي إضافة إلى رصيده الفني الحافل، إضافة إلى غيابه غير المبرر عن الحفلات والمهرجانات العامة التي تنظمها روتانا كمهرجان فبراير الكويت على سبيل المثال وتهربه من مواجهة الجمهور واكتفائه بالمشاركة في الحفلات الخاصة وحفلات الأعراس. عبدالمجيد الذي تنبأ له المتابعون في يوم من الأيام بأن يكون امتدادا لفنان العرب محمد عبده وصوت الأرض طلال مداح أصبح تائهاً حتى في طريقة الأداء فلم يعد ذلك النجم الذي اشتهر في بداياته بالتألق وأداء الأغاني الطربية وأصبح مجرد صوت جميل فقط خال من الإحساس، وفقد جزءاً كبيراً من جماهيريته وهذا يتضح جلياً في التفاعل مع جديده على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مؤشراً مهماً على نجاح الفنان من عدمه، حيث لم يحظ ألبومه الجديد بذلك الزخم والاحتفاء الذي حظي به على سبيل المثال ألبوم النجم الكبير رابح صقر الأخير والذي شهد تفاعلاً غير مسبوق ونجاحاً منقطع النظير. لابد أن يعي عبدالمجيد عبدالله أنه إذا ما أراد الحفاظ على المكانة التي وصل لها خلال 30 عاما من مسيرته الفنية حيث اصبح واحداً من أهم نجوم الفن السعودي، فعليه التركيز في اختياراته المقبلة بعناية فائقة وتغيير الكثير من قناعاته بخصوص الحفلات العامة والمباشرة ومد جسور التواصل مع جمهوره وإلا فإنه سيجد نفسه على الهامش وسيحظى بتجاهل أكبر في السنوات المقبلة.