شنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني الشرعي أمس هجوماً كبيراً على مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على مناطق في محيط زنجبار عاصمة محافظة أبين فيما تمكنت المقاومة الشعبية من دحر الحوثيين وقوات صالح من ما تبقى من محافظة الضالع. وقالت مصادر محلية في أبين ل"الرياض" إن اشتباكات دارت بين المقاومة والجيش من جهة والحوثيين وقوات صالح من جهة بعد ان شنت المقاومة والجيش هجوماً كبيراً على مواقع الحوثيين في مناطق محيطة بزنجبار، منها مناطق الكود والشيخ سالم والشيخ عبدالله، في محاولة منهم لفك الحصار على زنجبار وتحريرها من ميليشيات الحوثي وصالح. وذكرت المصادر بأن الهجوم كان من جهة الحرور، وهو الطريق الذي يربط بين أبين ولحج، حيث هاجم الجيش والمقاومة القادمين من لحج مواقع الحوثيين بمختلف الأسلحة الثقيلة. وفد مشترك من المتمردين يغادر إلى مسقط للقاء ولد الشيخ أحمد وأكدت المصادر ان طيران وبارجات التحالف شنت قصفاً مكثفاً على مواقع الحوثيين وقوات صالح في زنجبار. واشارت الى ان قوات الجيش والمقاومة تقوم باستعدادات كبيرة لاستعادة السيطرة على زنجبار ومن ثم شقراء حتى تتمكن من تحرير مديرية لودر المعقل الرئيسي للحوثين في ابين. وكانت مصادر أمنية يمنية، اعلنت الجمعة، عن وصول أرتال عسكرية إلى مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين بجنوب اليمن، في إطار عملية لتحرير المنطقة من ميليشيات الحوثي وصالح. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن المصادر قولها إن الأرتال العسكرية وصلت إلى جعار، في حين احتشدت قوات من الجيش والمقاومة الشعبية جنوب مدينة زنجبار، استعدادا لاقتحام معسكر 15 مشاة. وأوضحت أن الأرتال العسكرية التي وصلت إلى جعار تضم مدرعات ودبابات وآليات عسكرية، وتهدف إلى تحرير محافظة أبين من المليشيات المتمردة التي تتعرض منذ يوليو الماضي لهزائم متتالية. ويأتي هذا فيما قامت المقاومة الشعبية بمحافظة الضالع باقتحام مواقع الحوثيين ومعسكرات قوات صالح في الاجزاء التي تبقت في شمال المدينة وسيطرت عليها في انتصار جديد يسجل للمقاومة الشعبية. واشارت المصادر الى ان المقاومة سيطرت على عدد من المواقع العسكرية ابرزها موقع الصدرين العسكري. كما سيطرت المقاومة الشعبية على معسكر الامن المركزي، ومبنى المحافظة وموقع اللكمة الحمراء المطل عليه وقرى القبة ولكمة صلاح وموقع الشوتري جنوب سناح ومواقع عساق والحمراء والمخشابة جنوب غرب سناح، بعد انهيار مفاجئ للحوثيين وقوات صالح عقب سقوط معسكر الصدرين في مريس شمال الضالع جنوب اليمن. واوضحت المصادر الى ان المقاومة تقدمت بعد سيطرتها على منطقة مريس الى قعطبة حيث كانت قوات الحوثي وصالح تتمركز لشن قصف على الضالع. وكانت الضالع اول محافظة تحررت من قبضة الحوثيين باستثناء مناطق في شمال المدينة وجرى تحريرها امس. وبهذا تكون ثلاث محافظات يمنية هي عدن ولحج والضالع تحررت من قبضة المليشيات. اما في مدينة تعز التي تتجه الانظار اليها لتلحق بالمحافظات المحررة، فقد شنت مليشيات الحوثي وصالح قصفا عنيفا على عدد من الاحياء السكنية فيما شهدت مناطق مختلفة في المدينة مواجهات مع المقاومة الشعبية. وقتل أربعة مدنيين وأصيب تسعة آخرين جراء سقوط قذائف مدفعية عشوائية للحوثيين وقوات صالح على شارع العواضي في المدينة القديمة في تعز امس السبت. وكان 15 من المسلحين الحوثيين وقوات صالح، قتلوا في مواجهات مع المقاومة الشعبية، وكمائن مسلحة، في عدد من جبهات القتال في مدينة تعز الجمعة. وشهدت منطقة الضباب نو غرب المدينة مواجهات عنيفة مع الجيش الشرعي والمقاومة. كما قُتل مدنيان اثنان واصيب 13 آخرون بينهم طفلان، في قصف للحوثيين وقوات صالح، استهدف الأحياء السكنية في تعز الجمعة. إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية، إن سبعة عشر مدنياً قتلوا وأصيب العشرات، الجمعة، جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون، أثناء انسحابهم من محافظة لحج جنوبي البلاد. وأفادت المصادر أن غالبية المدنيين أصيبوا، أثناء عودتهم إلى منازلهم، خصوصا في مدينة الحوطة مركز المحافظة. وفي مؤشر على ارتفاع وتيرة تقهقر مليشيات الحوثي وصالح، قتل ستة من مليشيات الحوثي بينهم قيادات واصيب 20 اخرون في مواجهات مع المقاومة الشعبية في محافظة اب وسط البلاد. وقالت مصادر محلية ل"الرياض" ان ستة حوثيين بينهم القيادي ابو عقيل السالمي قتلوا امس السبت على يد عناصر المقاومة الشعبية في مديرية حزم العدين بإب. وبحسب المصادر فقد قتل ايضاً "أبو مجاهد" المسؤول الأمني لمليشيا الحوثي في قضاء العدين و"ابو احمد المزحاني" المشرف الأمني بمديرية الحزم والقيادي "ابو أحمد الصلاحي"، في مواجهة وقعت مع عناصر المقاومة الشعبية عقب قدومهما بحملة أمنية من عناصر الجماعة على متن أربعة أطقم. كما تمكنت المقاومة الشعبية من أسر عشرة من عناصر المليشيا بينهم القيادي "ابو محسن العياني" الذي يعتبر من أهم القيادات الحوثية في المحافظة وهو من أبناء محافظة صعدة. كما سيطرت المقاومة على عربتين للحوثيين. ويأتي الهجوم على الحوثيين بعد تنفيذهم حملة على الاهالي في المنطقة، ما دفعهم الى الرد بقوة. وفي منطقة ارحب شمال صنعاء اندلعت مواجهات عنيفة صباح امس السبت عقب محاولة للمسلحين الحوثيين وقوات صالح تنفيذ حملة اختطافات ومداهمات لمنازل المواطنين في المنطقة اسفرت عن مقتل 12 من الحوثيين. وقالت مصادر محلية ان المقاومة تصدت لحملة عسكرية تضم عربات ومدرعات تابعة للحوثيين وقوات الحرس الجمهوري سابقاً كانت في طريقها إلى قرية الجنادبة في أرحب، واستهدفتها بالأسلحة الرشاشة وصواريخ لو وأسلحة متوسطة بهدف منعهم من دخول القرية. الى ذلك غادرت مطار عدن الدولي صباح امس السبت، طائرة تتبع الخطوط الجوية اليمنية، تقل على متنها نحو 80 جريحاً، نقلوا إلى الأردن للعلاج. وقال الخضر الزغلي عضو اللجنة الطبية "إن الطائرة اليمنية أقلت أول دفعة من الجرحى المتواجدين في مستشفيات عدن، نحو 80 جريحاً، فيما سيتم نقل المئات خلال الايام المقبلة. وذكر أن مستشفيات عدن مكتظة بالجرحى بوجود ما لا يقل عن 3 آلاف جريح يحتاجون للعلاج في الخارج. ولفت إلى ان بقية الجرحى سيتم نقلهم على دفعات إلى الأردن والإمارات والسعودية. وتأتي هذه التطورات الميدانية واستمرار انتكاسات مليشيات الحوثي وصالح عقب سقوط عدن ولحج، في وقت ما زالت المفاوضات السياسة برعاية الاممالمتحدة للتوصل الى اتفاق سياسي جارية. اذ غادر وفد لمليشيات الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح صنعاء مساء الجمعة على متن طائرة عمانية الى العاصمة مسقط بهدف لقاء المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ. وذكرت مصادر سياسية في صنعاء ان ممثلين عن جماعة الحوثي وحزب صالح سوف يبحثون مع ولد الشيخ -الذي دعا وفد الحليفين- الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.