أعلن في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع صباح أمس وفاة الشاب سعد دوابشة (32 عامًا) ليلتحق بطفله الرضيع علي بعد ثمانية أيام من جريمة احراق منزلهم بقرية دوما جنوب نابلس وهم نيام بداخله على ايدي عصابة من المستوطنين. وكانت عصابة من المستوطنين المسلحين هاجمت بالزجاجات الحارقة منزل سعد دوابشة الواقع بالقرب من مدخل قرية دوما فجر الجمعة 31 يوليو الماضي، ما ادى الى وفاة طفله الرضيع علي وإصابة رب الاسرة وزوجته ريهام وطفله احمد (4 اعوام) بحروق بالغة، حيث نقل سعد الى مستشفى سوروكا ببئر السبع فيما نقلت الام وطفلها احمد الى مستشفى "شيبا" في تل هشومير القريبة من تل ابيب. وكانت مصادر طبية اسرائيلية تحدثت عن تحسن طرأ على حالة الطفل احمد، حيث قال الأطباء انه فتح عينيه ويتواصل مع المحيطين به ولكنه لم يتجاوز بعد مرحلة الخطر، فيما لا تزال حالة الأم ريهام التي تعالج في نفس المستشفى خطيرة. وقال القائم بأعمال مدير قسم الجراحة في مستشفى "شيبا"، البروفيسور يوسي حايك إن "حالة الطفل أحمد استقرت ولكن هذا لا يعني أنه سيشفى قريبا، والحديث يدور عن عناية مركّزة لمدة نصف عام في أقل تقدير". وأضاف حايك ان حالة الام ريهام دوابشة أصعب من الطفل أحمد، وهي حرجة جداً نظراً لإصابتها بحروق من الدرجة الثالثة في 90% من جسدها. ولم يتوقف المستوطنون عن اجرامهم، حيث سجلت فجر أمس محاولة جديدة للفتك بأسرة فلسطينية ثانية من خلال احراق منزلها وهي بداخله وذلك بعد ثمانية ايام من احراق منزل عائلة دوابشة. وذكر غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة بان عصابة من المستوطنين ألقت زجاجتين حارقتين وحجارة على منزل المواطن محمود فزاع كعبانه فجر أمس لكن الزجاجتين الحارقتين اشتعلتا على جدار المنزل قرب النافذه لكن الحجارة اصابت رب الاسرة في بطنه. واعتبر دغلس ان ما يجري من قبل المستوطنين أمس هي محاولة لارتكاب جريمة جديدة من خلال حرق المواطنين داخل منازلهم في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة الاسرائيلية وعدم اتخاذ اجراءات رادعة ضدهم داعياً المواطنين في كافة المناطق الى تفعيل لجان الحراسة الفلسطينية. بدورها، اعربت مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال عن خشيتها من ردود فعل غاضبة وعمليات انتقامية في اعقاب وفاة سعد دوابشة وأمرت قواتها بالبقاء في حالة تأهب تحسباً لأي طارئ، لا سيما في ظل دعوات الفصائل للرد على جريمة احراق عائلة دوابشة وقتل الشاب ليث الخالدي من مخيم الجلزون خلال تظاهرات الغضب التي عمت الضفة الغربية يوم الجمعة 31 يوليو الماضي. بدورها، اكدت الحكومة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها ايهاب بسيسو أنها ستواصل كافة الجهود الدبلوماسية والقانونية، من أجل ملاحقة المجرمين الإسرائيليين، انتصاراً لحق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية. وقال بسيسو في بيان صحافي، إن وجود الاحتلال الإسرائيلي هو سبب كافة الجرائم التي تُرتكب بحق أبناء شعبنا، وأن السبيل الوحيد لوقف هذه الجرائم يتمثل في إنهاء هذا الاحتلال. من جانبه حمل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة بحق عائلة دوابشة، مؤكدا انها لن تمر دون عقاب. وأعرب المالكي في بيان له عن استيائه لصمت المجتمع الدولي من عدم اتخاذ إجراءات فاعلة وصريحة ضد الإرهاب الاستيطاني اليهودي في الأرض المحتلة، مشيراً الى ان وزارته استنفرت جميع قطاعاتها المختصة وبعثاتها وسفاراتها بالخارج، من أجل فضح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، خاصة ارهاب واعتداءات المستوطنين المستمرة، والمطالبة بإدراج هذه العصابات الاستيطانية على قائمة الإرهاب الدولي، كذلك المطالبة بضرورة دعم قرارات القيادة والحكومة الفلسطينية بتأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني المحتل والعمل على إنهاء الاحتلال.