أثر استمرار انخفاض أسعار النفط جداً على عدد من كبريات شركات استكشاف وإنتاج النفط في العالم منها شركات ضخمة تعمل في المملكة مثل شركة "شل" التي تتواجد بقوة تنافسية هائلة في أعمال استكشاف الغاز بالمملكة، حيث سارعت تلك الشركات للتخلص من آلاف من موظفيها حول العالم في تنافس مثير سعيا لاستعادة شيء من التوازن في ظل استثمارات هائلة تضخها في مختلف أنحاء العالم ومنها في المملكة. وقد أعلنت شركة شل ذات التاريخ العريق في المملكة عن خطط لخفض عدد 6500 وظيفة الخميس الماضي وسط تراجع في أسعار النفط التي بعثت موجة من خفض الوظائف في قطاع صناعة النفط والغاز العالمية، وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان شركة شيفرون انها ستخفض 1500 وظيفة، في حين قالت شركة "سنتريكا" البريطانية الخميس انها ستخفض 6000 وظيفة والعمل على تقليص إنتاج الغاز والنفط. وظهرت خطوات خفض أعمق هذا الاسبوع في شركات خدمات النفط وشركات الطاقة الكبرى التي تضغط على الادخار، ومنها شركة "سايبم" الإيطالية التي قالت انها ستخفض 8800 وظيفة خلال العامين المقبلين. وتظهر هذه التحركات عن عدم نجاح التدابير السابقة التي انتهجتها شركات النفط للتعامل مع انهيار سوق النفط إضافة إلى كيفية الاستعداد لمواجهة تراجعات ممتدة قادمة أعمق في أسعار النفط الخام. وقد أظهرت العديد من شركات النفط العالمية ومهنا شركة توتال الفرنسية في نتائج الربع الثاني عن توجهات لتعميق خفض الإنفاق التي بدأت في وقت سابق من هذا العام عندما بلغت أسعار النفط أدنى مستوياتها دون 50 دولارا للبرميل، منخفضا من أعلى مستوى 114 دولارا للبرميل في العام الماضي. وبعد ارتداد الأسعار لمستوى ال60 دولارا، انخفضت الأسعار مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة، لتحوم دون 50 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط وأعلى قليلا لخام برنت، وفق المؤشر العالمي. وجاء إعلان خفض الوظائف في شل متماشية مع نتائج أرباح الربع الثاني التي هوت بنسبة 33٪ مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، إلى 3.4 مليارات دولار مقارنة مع 5.1 دولارات، وقد عانت شل كثيرا كما هو الحال مع نظرائها، في أعمالها للاستكشاف والإنتاج التي تراجعت عوائدها بتكلفة 774 مليون دولار، بانخفاض نحو 80٪ عن العام السابق. وقد انخفض إنتاج شل النفطي 11٪ إلى 2.7 مليون برميل من النفط المكافئ تزامن مع خضوع عدة آبار لشل لأعمال صيانة مع استمرارها في برنامج سحب استثمارات بتكلفة 20 بليون دولار من المخطط اكمالها نهاية العام. وقد كانت شل أكثر تفاؤلا، على الأقل في خطابها، على مستقبل أسعار النفط من منافسيها، إلا أن الشركة أبدت حذرا معلنة عن خطط مسبقة لمواجهة تراجع لأسعار النفط لعدة سنوات قادمة. ومع ذلك، فقد تصرف شل في الأشهر الأخيرة بجرأة حيث وقعت في ابريل اتفاقا بقيمة 70 بليون دولار للاستحواذ على مجموعة "بي جي" كأكبر عملية شراء من أي وقت مضى، وأكبر صفقة في قطاع النفط لأكثر من عقد من الزمان، ومضيها قدما في خطط مكلفة للتنقيب في منطقة القطب الشمالي هذا الصيف. وفي حين أن شركات أخرى قد أجلت الموافقة على مشروعات مكلفة هذا الشهر، وقد قررت شل في وقت سابق من هذا الشهر المضي قدما في تطوير حقل النفط "أبوماتوكس" في المياه العميقة في خليج المكسيك. كما قررت شل خفض التكاليف التشغيلية بواقع 4 مليارات دولار هذا العام وانخفاض الاستثمارات الرأسمالية بنسبة 20٪. وفي نفس المنحى من جهة نظراء شل أعلنت شركة بي.بي في وقت سابق هذا الاسبوع عن إنفاق أقل من 20 مليار دولار في النفقات الرأسمالية هذا العام بعد تعرضها لخسائر بقيمة 6.3 بلايين دولار نتيجة انخفاض أسعار النفط وغرامات بمليارات الدولارات المتعلقة بانفجار عام 2010 في خليج المكسيك.