تردد في اختيار الهدية التي سوف يقدمها لزوجته وسأل صاحبه عما إذا كانت لديه أية معلومات عن هدية عيد الميلاد وما الذي يقدمه فيها، خاصة وأن الهدية لشريكة حياته؟.. فأجابه زميله بالنفي حيث ليس من عاداتهم وتقاليدهم تقديم أية هدية في أعياد الميلاد أو الاحتفال بمثل هذه الأعياد. وما كان منه إلا أن اتصل بإخوته في بلده طالباً المشورة في أمره، وكانت الإجابة سلبية والرد المنتظر مسبقاً بانه لم يسبق لأحد من العائلة أن احتفل بمثل هذه الأعياد أو قدم فيها أية هدية. ورجع في حيرته وتساءل من أين ابتدعت زوجته ذلك الاحتفال! وهداه تفكيره إلى المرور ببائع الورود عله يجد وردة يهديها لزوجته بهذه المناسبة، كما طلبت منه. وبالفعل كان يبدو سعيداً حيث طلب من البائع اختيار أفضل وأحسن الأنواع ولا يهم إن كانت باهظة الثمن أم لا، المهم هو أن تحوز هذه الهدية رضاها. ركب سيارته متجهاً إلى منزله ويبدو سعيداً بما قام به، خاصة وأن هذه المرة الأولى في حياته التي يقدم فيها هدية نظراً لظروفه المعيشية الصعبة التي كانت تمر به وعائلته، وهو الوحيد العائل لهم بعد وفاة والده. أخذه الشوق والحنين للوصول إلى المنزل ليرى ابتسامة زوجته وقبولها هديته، ولكن الصدمة كانت قوية جداِ لايزال تأثيرها في نفسه لأنه عندما قد لها الورود سألته: أين الهدية؟ فأجابها بأنها هذه الهدية. فقالت له: ولكن هذه تقدم مع الهدية حتى تجد القبول. فرد عليها بأنه لا يعلم ذلك وأن عليها أن تختار الهدية كي يقوم بشرائها. سمعت ذلك منه فضربت الورود على صدره وهي غاضبة وسارت من أمامه إلى غرفتها غير مكترثة لمشاعره وشاكرة لصنيعه، وهي تتمتم وتلوح بيديها في الهواء محتجة على ذلك وغير راضية عنه، فلحق بها زوجها مستفسراً عن هذا التصرف المشين لأنه لم يعهد ذلك التصرف منها! فأجابته بكلمتين فقط، وهي تجمع ملابسها في حقيبتها: « أنا عند أهلي إذا استطعت أن تعيشني مثل عيشتي عند أهلي فأهلاً بك وإلا حياتي معك انتهت منذ هذه اللحظة». وخرجت من البيت تاركة هذه الزوج المسكين في حيرة من أمره ماذا يفعل وقد مضى على زواجهما عام كامل وجد فيه الحب والوفاء والإخلاص من دون أي شيء يكدر معيشتهم فقد جمعهما الحب وعلى هدية عيد ميلاد كان الفراق.