عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي الامين للامم المتحدة كوفي عنان مساء امس بقصر المؤتمرات بجدة مؤتمرا صحفيا مشتركا. وفي بداية المؤتمر القى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم لقد سعدنا اليوم بزيارة معالي الامين العام للمملكة العربية السعودية وهي الفرصة التي اتاحت اجراء حوار معمق ومطول بين معاليه وخادم الحرمين الشريفين في عصر هذا اليوم شمل القضايا التي تهم المنطقة سواء القضية الفلسطينية او الوضع في سوريا ولبنان او العراق بالاضافة الى القضايا الثانية التي اهتمت بها الفية الاممالمتحدة في هذا العام والبرامج التي تتطلع اليها الاممالمتحدة للمستقبل ومساعدة العالم في جانب الامراض التي يعاني منها وجانب الكوارث التي يواجهها فكان لقاء مطولا ومعمقاً كما ذكرت وتوصلنا الى منظور مشترك حول جميع القضايا التي تم التطرق اليها. في الواقع لا اريد ان اقول اكثر من ذلك مع ترحيبنا الشديد بمعاليه والزيارة كانت قصيرة وكان بودنا ان تكون اطول ولكن وقت معاليه لم يسمح بذلك فاملنا ان تتكرر هذه الزيارة لان الدور الذي تؤديه الاممالمتحدة دور في غاية الاهمية في الفترة التي بدأ التشرذم والقلق يسودان العلاقات الدولية وبدأت اركان النظام الدولي والقانون الدولي تهتز في هذه الفترة فالمعول على الاممالمتحدة ان تعيد الامور الى نصابها وان نعود الى اتباع القانون الدولي الذي فيه نجاة البشرية والتعامل الدولي بين الدول والابتعاد عن اي مجال للعودة للفوضى التي كانت تسود قبل انشاء الاممالمتحدة والمملكة تعتبر الاممالمتحدة هي الوسيلة الانجح في تنفيذ وتطبيق القانون الدولي وهو ما تسعى اليه وستؤازر الاممالمتحدة في كل ما تتخذه من اجراءات في هذا الاطار فمرحبا بمعاليه ووفده المرافق. املنا له النجاح في جولته الحالية مع تأكيدنا باسم خادم الحرمين الشريفين ان المملكة العربية السعودية ستكون بجانب الاممالمتحدة في المجهودات التي ستقوم بها. عقب ذلك القى معالي الامين العام للامم المتحدة كلمة عبر فيها عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وقال «كان لدينا نقاش جيد مع الملك ومع الوزير نفسه وبالابتعاد عن المواضيع كنت قادرا على تهنئة الملك لتوليه العرش وايضا لتهنئته على برنامج الاصلاح والعصرنة الذي ابتدأه ولكن اوافقه مع وزير الخارجية اننا نعيش في عالم خطر وصعب ونحن نواجه تحديات جديدة وايضا مخاطر جديدة ويجب ان نطور نظامنا الامني الجماعي للتعامل مع هذه القضايا وايضا نحن نعيش في عالم متداخل حيث تكون فيه الكثير من القضايا لنواجهها حيث لا يكون هناك اي دولة لوحدها تواجهها لوحدها لذا فهي حقبة للتعاون المشترك وهي حقبة للتعاون الدولي حيث يجب التركيز على هذه القضية وهذا احد الاسباب لجهود الاصلاح في الاممالمتحدة لايجاد اليات وسبل تتماشى مع القرن الحادي والعشرين ومع التحديات التي نواجهها». واضاف معاليه يقول «في القمة الاخيرة اجتمع زعماء العالم ووافقوا على مجموعة من القرارات ولكنهم اعطونا قاعدة ارضية لننطلق منها رغم انه لم نوافق على كل شيء قضايا تهم حقوق الانسان والتنمية وتشكيل مجلس لحقوق الانسان وقد وافقوا على مسؤولية الدول الاعضاء لمواجهة التحديات وايضا امر مهم جدا ان الجميع خرجوا من هذه القمة موافقين على المبدأ الاساسي انه لا يكون هناك تنمية بدون امن ولن يكون هناك امن بدون تنمية ولا يمكن الاستمتاع بأي واحد منهما وتطبيقها دون حقوق الانسان وقانون احترام حقوق الانسان ويجب ان نوافق على هذه القضايا». عقب ذلك اجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ومعالي الامين العام للامم المتحدة على اسئلة الصحفيين فحول سؤال عن ما اذا كانت الاممالمتحدة ومجلس الامن يجب ان يعطيا اهمية اكبر لعمليات الاغتيالات التي تتم على الحدود السورية والعراقية وايضا في الاراضي الفلسطينية من قبل الاسرائيليين ومنح الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية فرصا اكبر لتقوم بدور اكبر لحل القضايا هناك بشكل امن أجاب معالي الامين العام للامم المتحدة قائلاً: دعني اقول ما يتعلق بالحياة الانسانية البشرية وحق الانسان ان يعيش بكرامة فان الاممالمتحدة موقفها واضح وهذه من المبادئ والمثل العليا للمنظمة فنحن بذلك لا نعطي اهمية لحياة انسان اكثر من الآخر ولكن يأتي هناك وقت يجب القيام باتخاذ موقف وايضا خطوات لبعث رسالة ان الحصانة والهروب من القتل والاغتيالات السياسية غير مقبولة وان هناك وسائل اخرى للقيام بتغيير القيادات وتحويل المجتمعات وقد تحدثت عن الوضع في العراق وفي اسرائيل وهما قضيتان خاصتان الاممالمتحدة تحاول علاجهما ففي العراق حيث كان قرار مجلس الامن واضحا قبل الحرب وفيما يتعلق باسرائيل فان الاممالمتحدة وايضا شركاءها في اللجنة الرباعية يفعلون كل ما بوسعهم لخلق دولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب ولا في اي وقت من الاوقات لا تشجع الاممالمتحدة ولا تحث ولا تقوم بعدم ادانة القتل سواء كان في العراق او في اسرائيل ولكن يجب ان يأتي الوقت اننا لا نستطيع ان نقدم كل من يقتل امام المحاكمات ولكن يجب ان نتعامل مع كل قضية لوحدها وان نقوم باتخاذ الاجراءات تجاهها. وحول سؤال عن جهود المملكة العربية السعودية لاحتواء الازمة السورية اجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود فيصل قائلاً: في الواقع سوريا أهل انها ستتعاون بكل طاقاتها مع التحقيقات التي تجريها الاممالمتحدة وهذا اكثر ما يمكن ان يطلبه الواحد من سوريا. وتابع سموه قائلاً: كل املنا ان لا تتخذ اجراءات حتى تتبين الحقائق وعندما تتبين الحقائق ان تؤخذ اجراءات ضد من هو متسبب كل ما يطلبه الانسان هو ما وافقت عليه سوريا وهي انها ستتعاون مع التحقيق وكل ما يأمله الانسان ان ينتظر في اصدار الحكم حتى ينتهي التحقيق والتحقيق عندما يظهر يؤدي الى معاقبة الجناة ويختصر على معاقبة الجناة ولايشمل الشعب السوري. وحول سؤال يتعلق باغتيال الحريري ودور المملكة في تبديد التوتر بين الولاياتالمتحدة وسوريا قال معالي الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن قرر واصدر قرارا للتحقيق في اغتيال الحريري من اجل الوصول الى الحقيقة ولضمان ان المرتكبين يتم تحميلهم المسؤولية وايضا عقابهم وهذه رسالة نوجهها ان الفرار من ارتكاب الجريمة لن يتم قبوله وكلنا نعلم ان عملية «ميليس» هي بداية عملية ثم يتم بعد ذلك عمل القضاء ليتم اكماله لذا فقد كنت حذرا جدا واحث الناس على ان لا يظنوا اننا نتدخل في هذه العملية او اننا نقوم باجراءات من شأنها ان تساوم على حقوق المتهمين. واضاف معاليه قائلاً: «لذا فعندما يأتي الامر الى التسييس يجب علي ان اقول ان مجلس الامن واضح لكن ما تقوله الحكومات وعلى هذا الامن هذا شيء ليس بوسعنا التعليق عليه او ضبطه لكن مجلس الامن يريد الوصول الى الحقيقة والى التعامل مع هذا الوضع». وفيما يتعلق بما تستطيع ان تقوم به المملكة فان السعودية دولة مهمة في المنطقة وسوف تحث سوريا على التعاون مع المحققين وتعلمون ان سوريا تعاونت من قبل مع مجلس الامن من خلال انسحابها من لبنان وتطبيق قرارات مجلس الامن ولا بد من استثمار هذا التعاون. وحول سؤال عن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام العالمية حول التقرير الصادر عن الخارجية الامريكية والذي يصف المملكة بانها من ضمن الدول المثيرة للقلق في حريات الديانات.. اجاب سمو وزير الخارجية قائلاً: «ننتقل للذين يضعون انفسهم كمن يحكم في امور الدول الاخرى الافضل ان ينظروا في بيوتهم قبل ان ينظروا في بيوت الآخرين». واكد سموه في هذا الصدد ان المملكة قائمة بواجبها تجاه مواطنيها والمقيمين فيها ولاتشك في نفسها فيما تتخذه من اجراءات ايا كان التقرير الذي يصدر من اي مصدر كان.