لمواجهة الفكر الضال والانحرافات السلوكية ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله يجب أن يكون "المواطن رجل الأمن الأول" .. هذه العبارة التي أطلقها الأمير نايف بن عبدالعزيز –رحمه الله- تؤكد رؤية واضحة لحماية الوطن من الخوارج وأفكارهم. واستشعار هذا الواجب، وتفعيل هذا الحس الأمني المهم يشعر المواطن بعظم الأهمية الملقاة على عاتقه، فالأمن هو الركن الأساس في استقرار الدول. ما يشاهد اليوم بأن بعض الآباء والأمهات يصنع جبالاً شاهقة من الآمال في أبنائهم وبناتهم، فيعملون جاهدين على توفير بيئة مناسبة لتربيتهم بحسب إمكاناتهم وقدراتهم، وبحسب مستوى فهمهم وإدراكهم، ما يجعلنا نسلم بأنه لا يوجد أب أو أم طبيعيون يتمنون لأبنائهم وبناتهم مزالق الانحراف على شتى صوره، سواء كان في الفكر الضال أو تعاطي المخدرات أو انتهاج الجريمة، لكن نجد في بعض الأسر وجود ابن أو ابنة منحرفة إمّا بإدمان المخدرات أو تأييد الفكر الطائفي المقيت أو حتى الاندماج مع جماعات الفكر الضال. ويجب أن تعي كل أسرة أن انحراف ابن أو ابنة ليس بالضرورة أن يكون قصوراً في التربية أو سوءا من الوالدين، بل قد يكون مبتلى، لذلك يجب ألاّ تخجل الاسرة أو تتردد في محاولة إصلاح ابنها من خلال إبلاغ جهات الاختصاص حيث يجب أن تتكامل الجهود من الأسرة ومؤسسات المجتمع لنعيد أبناءنا إلى الطريق الصحيح. إن قضية الأمن هي استشعار لقيمة هذا الأمن لدى كل المواطنين.. لأن هذا الأمر ينعكس إيجاباً على أمن الوطن بأكمله فنحن عندما نتناول هذا الجانب الأمني المهم وهو المواطن الذي هو الدرع الرئيس في هذه المجموعة الأمنية المتكاملة فلن يكون أمامنا إلا اليقين بأننا في أمن وأمان.. فالمواطن يقف في زاوية مهمة في مجال الإبلاغ عن كل خطر يشهده أو يلاحظه من خلال رؤيته ومتابعته سواء داخل بيته أو في سكنه أو في بيئته الوظيفية، وفي حال كان الابن متورطاً بقضية أمنية أو سياسية فإن أفضل طريقة قد تلجأ إليها أسرته هي إقناعه بتسليم نفسه للجهات المختصة.