من المعروف ان جميع البشر ينتمون الى اربع فئات من الدم وهي فئة (A) وفئة (B) وفئة (AB) وفئة (O) مع العلم من ان الدم يكون اما سالباً او ايجابياً لذلك عندما يقرر الاطباء نقل دم من جسم الى جسم آخر يجب ان تتوافق فئتا الدم احداهما مع الاخرى والا تعرض المريض لخطر انحلال الدم ومن ثم الموت ولذلك نرى احياناً اخطاء قاهرة تحدث في المراكز الطبية والمستشفيات بسبب نقل الدم ينتج عنها كوارث رهيبة تحاسب عليها القوانين المهنية والانسانية. الى جانب ذلك يدخل في تركيب الكريات الحمراء لدى 85٪ من الناس تقريباً جسم اطلق عليه عامل ريزوس، هذا النوع من الدم يعرف بالدم الايجابي اما البقية الباقية من الناس وتقدر بحوالي 15٪ فلا يوجد في دمهم هذا العامل. وتبعاً لذلك يكون دمهم سلبياً وقد سمي هذا الجسم بعامل ريزوس نسبة الى فصيلة القردة المسماة بقردة ريزوس التي اكتشف في دمها هذا العامل اول مرة سنة 1941 وما زال يجري عليه الكثير من الابحاث العلمية وتجمع عنه المعلومات الاضافية. اذ تبين ان هناك علاقة مباشرة جداً بين فقدان عامل ريزوس في دم الحامل وبين نوع نادر من فقر الدم لدى المولود الحديث المعروف باليرقان الجسدي وصفار العينين، كما تبين ان فقدان هذه المادة او سلبية هذا العامل في الدم تتسبب في الولادة قبل الاوان وموت الجنين في رحم الام بنسبة عالية جداً. ان السبب في ذلك يعود الى تعارض دم الأم ودم الجنين حيث ان دم الأم السلبي الذي لا يحوي عامل ريزوس ودم الأب الذي يحتوي على هذه المادة والتي تكون قد انتقلت بالوراثة عن طريق الدم الى دم الجنين. وتتكون بنتيجة هذا التناقض او التعارض بين دم الأم ودم الجنين مواد سامة مضادة يمكنها المرور الى الجنين من خلال حبل السرة والمشيمه فتسبب له اليرقان وفقر الدم فتميته قبل ان يرى النور او بعد الولادة بعدة ايام وذلك بسبب انحلال كريات الدم الحمراء في جسمه. ولكن ولحسن الحظ فان هذه المضاعفات الخطرة الناشئة عن عامل ريزوس لا تنشأ الا في 15٪ من مجموع البشر الذين لا يحوي دمهم هذا العامل ثم ان قليلاً جداً من النساء فئة دمهن سلبية كما ان الطفل لا يصاب بأي عارض يذكر او اي نوع من المضاعفات اذا كان دم الأب سلبياً مثل دم الأم لهذا السبب يبادر الطبيب في اول زيارة للحامل له الى تحديد فئة الدم ومن ثم يحدد فئة دم زوجها لكي يقرر الطريق الذي يجب عليه ان يسلكه خلال الحمل وبعد الولادة لنفرض انه وجد ان دم الأم سلبي ودم الأب ايجابي فما العمل؟ وهل هناك علاج ضد هذا التناقض؟ وهل الاطفال الذين سيولدون محكوم عليهم بالضرر والموت. الاجابة على هذا التساؤلات كلا فلحسن الحظ ان العلم توصل في السنوات الأخيرة الى استنباط العلاج الذي بواسطته يتم انقاذ الالوف من الاطفال من الموت المحقق ويتكون هذا العلاج من مواد بروتينية مضادة لعامل الريزوس اذا حقنت بها الحامل مباشرة بعد الولادة او خلال 72 ساعة من الولادة حيث تحقق مفعولها في ازالة الاجسام المضادة في الدم عند الأم والناتجة عن ايجابية الدم عند الزواج وازالتها وهكذا تصبح الطريق سليمة وصحية امام اطفال المستقبل.