تواصلت المركبة الفضائية «نيو هورايزونز» بنجاح مع مركز التحكم بعدما أصبحت أول مركبة تطير بالقرب من الكوكب القزم بلوتو، في إطار رحلتها الهادفة إلى استكشاف النظام الشمسي. واحتفل العلماء في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في ولاية ماريلاند من مساء الثلاثاء (00:52 بتوقيت جرينتش ليوم الأربعاء) لدى إرسال المركبة إشارات تظهر أن جميع الأنظمة تعمل بشكل طبيعي وقيامها بتوصيل بيانات. وقالت أليس بومان، مديرة عمليات المهمة إن الأمور سارت "تماما كما خططنا". وستمكن نيو هورايزونز علماء الفلك من القاء أول نظرة فاحصة عن قرب على الكوكب الذي كان من قبل الأكثر بعدا في النظام الشمسي، حتى على الرغم من أنه يعتبر الآن من الكواكب القزمة في حزام كويبر البعيد. وقال جون جرونسفيلد أحد كبار العلماء المسؤولين في وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية (ناسا) إن الصور التي التقطتها المركبة في اليوم السابق قدمت للعلماء معاينة للكوكب، تثبت أنه "عالم معقد للغاية ومثير للاهتمام. والآن لأول مرة على الإطلاق نعرف ذلك". ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بذلك التطور في تغريدة على موقع تويتر ووصفه بأنه "يوم عظيم للاكتشاف والريادة الأمريكية". واقتربت المركبة من بلوتو على مسافة حوالي 12.500 كيلومتر متجاوزة تشارون ، وهو أكبر الأقمار الخمسة التابعة لبلوتو، على مسافة 29 ألف كيلومتر، مرسلة أول صور مقربة لهذا النظام. ولا تزال المعلومات عن بلوتو ضئيلة نظرا لموقعه البعيد ومداره غير العادي، مما يجعل من الصعب مراقبته من الأرض، وبينما كان التلسكوب هابل يستطيع توفير صور صغيرة غير واضحة لبلوتو، فإن نيو هورايزونز سيكون قادرا على تصوير بلوتو على هذا المستوى الرفيع الذي يمكنه من التمييز بحيث تصبح أشياء بحجم ملعب كرة القدم مرئية.