لم يكن غازي القصيبي، الأديب والأكاديمي والإداري والشاعر والقاص والروائي والمثقف والوزير والقيادي والدبلوماسي رجلاً عادياً، بل كان عَلَماً بارزاً من أعلام الفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية من خلال إنجازاته، وقامةً ثقافيةً شامخةً، وصرحاً إدارياً عالياً. وللقصيبي إسهامات ثقافية مميزة في الأدب بفنونه المتنوعة: الشعر، والقصة والرواية، والمسرح، والنقد، والمقالة، وفي التاريخ، وعلم الاجتماع، والتنمية وغيرها، وكُتب عنه وعن آثاره الكثير من البحوث والدراسات في كتب مستقلة، ورسائل جامعية، ودوريات علمية ونحوها. ولا يخلو كتاب عن الأدب العربي وفنونه في المملكة إلا ويتناول آثار القصيبي بالدراسة والتحليل والنقد. ولا ريب بأن مجمل آثار القصيبي تَعدّ مادةً مرجعيةً خصبةً لطلاب الدراسات العليا، ومراكز البحث العلمي في مختلف فروع المعرفة؛ لاتساع أفقه، وشمول معرفته، وأصالته العلمية، فهو (مثقف استثنائي) بشهادة معظم النقاد والكتّاب الذين كتبوا عنه ودرسوا آثاره. وهناك اهتمام كبير بالقصيبي وآثاره، وهو ما تشهد له البحوث التي تم توثيقها في هذا البحث. وإن كل هذا الكم من الدراسات والبحوث والمقالات والقصائد عن القصيبي دليل عن مكانته الثقافية والعلمية والإنسانية في قلب محبيه. وتقديرًا لمكانته العلمية جعل الباحث اهتمامه منصبًّاً على توثيق آثاره، وما كُتب عنه من دراسات نُشرت في كتب مستقلةٍ، أو في دورياتٍ علميةٍ، أو طُرحت في رسائل جامعية، وقام بتتبع تواريخ طبعاتها، وأماكن نشرها، سواء نشرتها مؤسسات علمية، أو ثقافية، أو دُورُ نشرٍ تجارية، أو أفرادٌ قاموا بنشر مؤلفاتهم على نفقتهم، أو كانت رسائل جامعية تقدم بها أصحابها إلى جامعات لنيل درجات علمية (ماجستير ودكتوراه)، أو بحوثاً طُرحت في ندواتٍ علميةٍ، أو مؤتمراتٍ دولية عُقدت للقصيبي، وخُصّصت لدراسة حياته ونتاجه الفكري، وأعطيت أرقاماً تسلسلية للمواد التي تم حصرها، لسهولة الرجوع إليها من مسرد الأعلام، إضافة إلى ملحق خاص بالصور والوثائق وشهادات التقدير ذُيِل به الكتاب. وقد تمحور هذا الكتاب حول غازي القصيبي ومجمل أعماله المنشورة، وما كُتب عنه من بحوث ودراسات، في خمسة محاور رئيسة، بالإضافة إلى المقدمة. فالمبحث الأول: تناول حياته، من سيرته الذاتية في كثير من المصادر والمراجع، وما تم توثيقه في مراكز البحوث. والمبحث الثاني: قائمة ببليوجرافية بآثار القصيبي المحققة والمنشورة، وهي رصد ببليوجرافي لنتاجه الفكري المنشور. والمبحث الثالث: القصيبي في آثار الدارسين، وهو يوثق ما كُتب عنه وعن آثاره من دراسات خاصة أو عامة. والمبحث الرابع: القصيبي في مرآة الكتّاب والمثقفين والشعراء، ويختزل آراء بعض العلماء والمفكرين وانطباعاتهم الفكرية عنه وعن مؤلفاته، وفيه بعض القصائد من الشعر الفصيح في مدح القصيبي. والمبحث الخامس: مسرد بالأعلام، ويشتمل على أسماء المؤلفين والكُتّاب. الكتاب صدر مؤخراً (1436ه) عن كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية بجامعة اليمامة في الرياض، واقعاً في قرابة 253 صفحة.