اجمل ما في الحياة أن يكون لك دور فيها ، وأن تشعر بذاتك عندما تحقق شيئا يذكرك الآخرون به ، ويبدو ذلك ظاهرا في مؤلفات الباحث الدكتور أمين سليمان سيدو المختص بعلم الببلوجرافيا والراصد دوما لأعمال العلماء الأجلاء ممن لهم دور مميز في الحياة العلمية والثقافية والأدبية ، كما لهم إسهاماتهم الفكرية المميزة في شتى مناحي العلوم والفنون والآداب . وفي أحدث كتبه الصادرة عن مكتبة الملك فهد الوطنية يتناول د.أمين سليمان سيدو حياة وآثار الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري الذي يصفه بأنه كان أديبا مبدعا ، وكاتبا قديرا ، ومؤرخا مجيدا وإداريا ناجحا ، وسياسيا محنكا ، حيث لم يقف همه واهتمامه على جانب معرفي واحد ، بل أحاط بكثير من فروع المعرفة فكان صاحب ثقافة موسوعية عميقة ، وإنتاج علمي غزير . وعدد د.أمين سيدو عدة ألقاب اتصف بها التويجري منها " الحكيم النجدي " ، عاشق التاريخ ، " فارس القلم " ، " هوميروس السعودية " .. وغيرها من ألقاب تختصر مشوار حياة عالم أضاء للكثيرين دروبا من العلم والثقافة . د. أمين سليمان سيدو واعتمد د. أمين سيدو في كتابه - الذي يعد حلقة في سلسة مطولة عن أعلام الفكر والحضارة - على إعطاء البيانات الببلوجرافية الكاملة للمواد وفق قواعد الفهرسة الأنجلو - الأمريكية ، والاعتماد على طريقة الترتيب الهجائي بالنسبة للموضوعات والأعلام ، فيما استبعد المواد السمعية والبصرية ، ومئات القصائد الشعرية وبعض المقالات غير الموثقة ، وكذلك برقيات التعزية ، أو المواد ذات الصبغة الإعلامية . ويغطي الكتاب أو البحث الفترة الزمنية الممتدة من عام 1380ه ، وحتى نهاية شهر ربيع الثاني 1431ه . وتمحور الكتاب حول التويجري ونتاجه الفكري المنشور ، وما كتب عنه ، وعن نتاجه من بحوث ودراسات في خمسة محاور رئيسة بالإضافة إلى المقدمة . وتناول الباحث د. أمين سيدو في المبحث الأول من الكتاب ترجمة حياة التويجري عبر سلسلة من الذكريات التي كتبت عنه في الصحافة المحلية وما نشره هو عن حياته في مؤلفاته . الغلاف أما البحث الثاني فتناول آثار التويجري ، وجعل منه المؤلف حصرا ببلوجرافيا لنتاج التويجري من بحوث ودراسات ومقالات وحوارات صحفية ، إما عبر الكتب المستقلة أو المجلات الدورية ، أو الصحف اليومية . وتناول المبحث الثالث توثيق ما كتب عن التويجري في بحوث الدارسين ، وما كتب عنه من دراسات خاصة أو عامة . فيما ضم المبحث الرابع رصدا لآثار وفكر التويجري من وجهة نظر المثقفين ، وانطباعاتهم الفكرية عنه وعن مؤلفاته . أما المبحث الخامس والأخير فعبارة عن مسارد بالأعلام والعناوين والدوريات ، وهو يشتمل على أسماء المؤلفين والكتاب ، وعناوين الكتب والأبحاث والمقالات ،وكذلك أسماء الدوريات . ولم يقتصر د.أمين سيدو على سرد ما سبق فقط في كتابه ، وإنما أوضح بإيجاز خلال مقدمة الكتاب أهمية الدراسات الببلوجرافية للبحث العلمي والمعرفي ، وما تتيحه للباحث من مصادر معلومات في موضوع معين ، وكذلك الوصول إلى مصادر المعلومات عن كل علم بذاته . ويرى د.أمين سيدو أن تاريخ المملكة يحفل بأسماء علماء أجلاء يستحق الواحد منهم أن يتتبع آثاره الباحثون ليعرّفوا الناس به وبإنتاجه الفكري وإسهاماته العلمية في خدمة البشرية والحضارة الإنسانية . الجدير بالذكر أن الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري ولد في حوطة سدير عام 1336ه ، وعين مشرفا على بيت مال المجمعة وسدير والزلفي بأمر من الملك عبد العزيز رحمه الله ، وظل يترقى في حياته حتى عين نائبا لرئيس الحرس الوطني المساعد بمرتبة وزير عام 1397ه ، وقد شغل رحمه الله عددا من المهام القيادية بالدولة ، كما حصل على عدد من الأوسمة والميداليات ، وقام بالعديد من المشروعات الخيرية داخل المملكة وخارجها ، كما تم إنشاء قاعة باسمه في مركز الأبحاث والكبد بجامعة لندن ، وحدث كل هذا على الرغم من أنه لم يحمل يوما شهادة جامعية ، ولم يدخل مدرسة سوى الكتّاب. أما المؤلف د.أمين سيدو فحاصل على ليسانس في علم المكتبات والمعلومات من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1403ه ، وكذلك دكتوراه في علم المكتبات والمعلومات من جامعة كازاخستان الوطنية عام 1416ه ، وهو عضو في بعض الجمعيات الثقافية والمعلوماتية ، وله مشاركات عدة في المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية ، كما نشر عددا من البحوث والدراسات ، ويعمل حاليا مديرا لتحرير مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية .