قصار القامة ولكن أبطال نعم هم رجال منتخب تشيلي الذين برهنوا لجميع العالم خصوصا محبي ميسي أن كرة القدم هي لعبة 11 لاعبا وليس ذلك وحسب بل أثبتوا أن الروح قوة لا يمكن هزيمتها عندما كسروا القواعد الحديثة لكرة القدم التي تعتمد على القامات الطويلة، ففي علم هذه اللعبة ليس هناك مكان لأصحاب القامات الصغيرة داخل المستطيل الأخضر ولكن تكسرت هذه القاعدة بوجود 11 لاعبا تشيليا ذي قامات قصيرة حتى الدفاع قصار القامة. الكل شاهد تشيلي ولكن هل شاهدتم ضخامة قلوبهم؟، البعض يستغرب كيف نشاهد قلوبهم هذا ضرب من الجنون؟ نقول له إن اللاعبين الذين يركضون في الملعب بروح عالية وعزيمة قوية من دون يأس أو خوف من منتخب يضم كوكبة نجوم واسم ميسي لوحده يكفي، رعب لأي منتخب سيواجهه، فهم امتلكوا قلوبا من ضخاماتها توازي قاماتهم القصيرة وهم يركضون داخل المستطيل الأخضر من دون كلل أو ملل، البعض سيظلم منتخب تشيلي ويقول فاز بركلات الحظ نقول لم يكن فوز تشيلي في ركلات الجزاء بل كان يستحق الفوز بالبطولة من أول لمسة سنترة في افتتاح كأس كوبا اميركا. قدم هذا المنتخب كرة جماعية ممتعة استحق فيها التتويج بل حتى المباراة النهائية استحوذ على الكرة حتى أصبح منتخب "التانجو" عاجزا عن مجاراتهم بل أصبح المنتخب المرشح ليس لكأس (كوبا اميركا) بل لكأس العالم يعتمد على الهجمات المرتدة. منتخب تشيلي قدم دروسا كثيرة لجميع منتخبات العالم كيف تصبح منتخبات غير مرشحة ندا قويا لمنتخبات عملاقة، والجميع لن ينسوا أن منتخب صغار القامات هم من روضوا "الثور الإسباني" وامتع العالم بالتلاعب به حتى ألقاه أرضا غير قادر على الحراك فهم من أخرجوا منتخب اسبانيا من كأس العالم. وقبل أن نختم المقال نقول ان ما قدمه منتخب تشيلي لفت الأنظار ولا نستطيع سوى شكرهم على المجهود الكبير من جميع اللاعبين ولكن هناك لاعب أصابنا بالذهول مع اننا لسنا من محبيه بل ربما نكون من كارهيه من غير مبرر ولكن ما قدمه في جميع المباريات وبالذات مباراة الارجنتين جعلنا نصفق له بحرارة ونشيد به فهي كلمة حق يجب أن نقولها، فالنجم التشيلي فيدال، وفي الدقيقة 11 للشوط الإضافي الثاني كان يركض مرة مساندا للدفاع وتارة مساندا الهجوم وكأن المباراة في بدايتها فعلا لاعب محترف بما تعنيه الكلمة يمتلك مخزونا لياقيا لم يكتسبه إلا من تدريبات قاسية جدا وكنا نتمنى أن يحصل على أحسن لاعب في البطولة، ولكن ذهبت الكرة لميسي الذي رفض تسلمها وهو بالفعل يستحقها كنجم موهوب بالفطرة ولكن فيدال كان يستحقها كنجم مجتهد بذل كل قصارى جهده. في الختام يجب أن نعرف أن قصر القامة أو طولها لا يعني شيئا بل القلوب هي كل شيء فإن كنت تملك قلبا عظيما ثق تماما لا يمكن هزيمتك ابدا.