يدٌ تبني من أجل الأبناء والأحفاد.. ويدٌ تحمل السلاح دفاعًا عن الأرض والعرض. هذا هو شعار المرحلة التاريخية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ثنائية مثيرة تعكس للأذهان صلابة هذا المجتمع ووعي الشعب، وقبلهما عزم وإرادة القيادة السعودية في الالفية الثالثة. في المشهد الوطني الرائع المتجذر لحماة الوطن على الحدود الجنوبية بمواجهة أعداء الدين والحياة تبدو الإرادة السعودية في "عاصفة الحزم" مروراً ب"عاصفة الأمل" في أوج حالاتها المعنوية تمركزًا في كافة بقاع المملكة لتعيد للأذهان بانوراما الملحمة الوطنية الكبرى ضد الإرهاب والضلال والفتنة رغم محاولات الأعداء اليائسة للنيل من وحدتنا الوطنية عبر تفجيرات إرهابية استهدفت الأبرياء في بيوت الله، نتيجة لعمليات غسيل دماغ خبيثة باسم الدين. من هذا المشهد الذي كانت فيه الملحمة الوطنية بكل أبعادها التاريخية هي الدرع الرئيس والأول لمواجهة كل التحديات الإقليمية والأطماع والمؤامرات الأخرى.. يتجلى مشهد بناء آخر لا يقل إثارة، يتوزع بحنكة سياسية في كافة أرجاء الوطن، ويعمق مفهوم التنمية بشكلها المباشر والعميق. فالقائد الرمز، الذي دشن قبل أيام وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عددًا من المشروعات التنموية تشمل المقر الرئيس لوقف نماء المدينةالمنورة، ومشروعات هيئة تطوير المدينةالمنورة، والمرحلة الأولى بالمدينة الطبية بجامعة طيبة، ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، ومشروع الطاقة المتجددة والخضراء، وواحة التقنية الكبرى، والمستشفى "التخصصي"، إضافة لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز.. إنما يرسل الرسالة الأكثر عمقًا للجميع بالداخل والخارج، مفادها أن هذه البلاد التي تقود حربًا على أجنحة الظلام والإرهاب، هي ذاتها وفي نفس الوقت لا تنسى أبدًا محاور تنميتها ولا تنشغل عنها مهما كانت الأحداث. الرسالة التي ظن كثير من المغرضين من حواة الأفاعي، أنها لن تكون بحكم الظرف الاستثنائي الذي نعيشه، اعتقادًا منهم بما يعتبرونه استنزافًا ماديًا أو معنويًا، ولكن ها هي المشروعات العملاقة يدشنها خادم الحرمين الشريفين، في تأكيد ليس فيه لبس، على أن هذه الدولة قوية بما فيه الكفاية.. صلبة في ساحات الحرب، بمثلما هي راسخة في البناء والتنمية. على المشككين والمتمردين أن يفهموا أن الشعارات الفارغة لا تبني الأوطان، وإنما السواعد القوية، بإرادة الأبناء وعزم الشجعان، مهما كانت الظروف، وأيًا كانت التحديات. *تذكر تذكر يا سيدي أن الشجاعة لا تعرف المستحيل.