أوقف "صلاح" سيارته أمام أحد المحلات التجارية، وتوجه هو وأسرته إلى المحل، وبعدما انتهى من تسوقه خرج ومعه عائلته محملين بأكياس المشتريات، ولكنه ما أن اقترب من سيارته حتى وجد سيارة أخرى واقفة أمام سيارته، وذلك يعني أنه سينتظر حتى يعود صاحب المركبة التي تعيقه. وقد يستغرق ذلك وقتا. هذا الموقف يعاني منه عدد غير قليل من أصحاب السيارات، الذين يعبرون عبر بالغ استيائهم من تصرفات الآخرين بتعمد الوقوف الخاطئ، وهذا ما يحدث غالباً بجوار الدوائرالحكومية والمحلات التجارية. قال المواطن صلاح الجهني (36 عاما) "أعاني كثيراً عند الذهاب للمحلات التجارية، فعند خروجي أجد سيارتي مغلقا عليها، وأنتظر لعدة دقائق لحين خروج صاحب السيارة المعتدية، وفي بعض الأحيان يطول الانتظار، حتى يقضي صاحبها مصلحته ويخرج دون مبالاة بما تعرضتُ له من تعطيل". وقال المقيم المصري مصطفى بهجت (39 عاما) "أتمنى أن يتذكر كل شخص يقود مركبة أيا كان نوعها أن القيادة فن وذوق وأخلاق، ولابد من احترام قواعد المرور، ومن بينها الوقوف في الأماكن المخصصة، ولكن بعضهم للأسف يتعمد الوقوف في أي مكان، حتى لو تسبب ذلك في إعاقة سيارة أخرى أو حتى سيارتين، ويضطر الضحية مرغما إلى الانتظار لحين قضاء مستلزماته" وأضاف بهجت "هناك أيضاً ظاهرة الوقوف بالأماكن المخصصة للمشاة، وهي جزء من الوقوف الخاطئ، الذي لابد من القضاء عليه". من جهته طالب المواطن وائل الفريدي (24 عاما) بإجراءات حاسمة للقضاء على هذه الظاهرة، نظرا لأنها تعطل مصالح المواطنين، وقال "لابد أن يحترم قائد المركبة نفسه، ومن حوله، وأن يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه، ومن ثم يأتي بعد ذلك دور المرور في تطبيق النظام". ويرجع المواطن أحمد القايدي (27 عاما) السبب في هذه الظاهرة إلى التخطيط العقيم الذي تنتهجة معظم الدوائر الحكومية والمحلات التجارية ، ويقول "تتجاهل العديد من المؤسسات توفيرالأماكن المخصصة للمراجعين أو الزبائن، وبالتأكيد أن الأشخاص الذين سيذهبون لهذه الأماكن لن ينزلوا إليها عن طريق الهيلوكبتر، وسيحتاجون إلى مواقف سيارات". وأضاف أن "هذا لايبرر تصرفات بعضهم، فما يقومون به يؤكد جهلهم بأنظمة المرور، وعدم احترامهم لأفراد المجتمع". وصب المواطن ناصر الخالدي (29 عاما) جام غضبه على هذه التصرفات، وقال "أتعرض أحيانا لمثل هذا الموقف، وأنتظر في كثير من الأحيان تحت حرارة الشمس قائد المركبة التي أغلقت عليّ، والغريب أن صاحب السيارة عند خروجه من المحل ينظر إليّ ويبتسم، وكأن ابتسامته السحرية ستسحب ما بداخلي من غضب، ولا أعتقد أن هذه الابتسامة ستظهرعليه لو كنت أنا من أغلق عليه". من جهته أكد المتحدث الرسمي للمرور بمنطقة المدينةالمنورة العقيد عمرالنزاوي ل "الوطن" أن "الوقوف الخاطئ سلوك غير حضاري، سواء إن تم الوقوف بالأماكن المخصصة للمشاة أو الإغلاق على السيارات، وتعطيل قائد مركبة ، ومنعه من التحرك". وعن آلية المرور في التعامل مع هذه التصرفات، بين النزاوي أن " هناك غرامات مقررة لهذا التصرف تتراوح قيمتها من 100 ريال إلى150 ريالا، مؤكدا أن هدفهم الأول المحافظة على السلامة المرورية، وتسهيل حركة السير.