طالب خطيب جامع السديس الشيخ إبراهيم الحارثي بتعاون المواطن والمقيم مع ولاة الأمر في الإبلاغ عن الفساد وأن يتوجهوا إلى المحافظ وإبلاغه عن جميع أوجه الفساد التي يمرون بها في الشوارع والأحياء والدوائر الحكومية فبابه مفتوح للجميع . وتعرض لبعض التصرفات الخاطئة من قبل البعض قائلا: كنت أريد أن أتحدث بعد الانتهاء من الصلاة في أمر ما لكنني رأيت أن أتحدث عنه في هذه الخطبة لكي يسمعني الجميع بدلا من أن ينصرف البعض.. الجمعة الماضية جاءني رجل كبير في السن على وجهه ملامح الغضب وقال لي : إني لم أصلّ معك ، صلّيت في مسجد آخر وأنا عائد إلى بيتي تعطّل بي السير أكثر من 30 دقيقة لأن سيارة كبيرة أرادت أن تمرّ ولم تستطع المرور لأن أحد المصلّين أوقف سيارته بطريقة خاطئة وذهب لأداء الصلاة ومن ثم التبضّع .. إنني أشعر بالحياء أن أتحدث في هذا الموضوع لأننا تحدثنا عنه كثيرا في الصحف والتلفزيون والخطب والدروس والمواعظ ..لا ينبغي مثل هذا ! لماذا يا أخي ..توقف سيارتك في طريق الناس وعلى أبواب الناس وخلف سياراتهم !؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه فهذا ليس من الذّوق ولا من الأخلاق ولا القيم .. إلا نريد أن نعيش مع بعضنا ونحن نسير في طرقاتنا بأخلاق وقيم ومثل ! لماذا لا نحترم بعضنا بعضًا، فأنا لا أجد موقفا عند المسجد لسيارتي وقد خصّص لها موقف.. وهناك لوحة تقول: موقف خاص لإمام المسجد لذلك أضطر أن أوقف سيارتي أمام باب منزل صاحب المسجد وقد استأذنته منذ سنوات بأنني حينما آتي إلى صلاة الجمعة لا أجد موقفا عند المسجد وأريد الوقوف أمام باب منزلك فأذن لي بذلك ، كيف يمكن مع هذا التقدم والتطور والرقي أن يقبل بعضنا أن يتعامل مع الآخر بهذه الطريقة، يأتي البعض متأخرا ويجلس في المسجد ويصلي السنة ويتحدث مع صديقه ويخرج ويتبضع ويؤخر الناس فهذا من الأذية.. تأتي إلى الصلاة والخطبة ثم تحتمل معك البهتان والإثم المبين ، الرجل الذي جاءني يشكو يقول: والله إن صاحب السيارة كاد أن يضربني عندما قلت له: لماذا أوقفت سيارتك في الطريق ؟ إن الله يكره أذى المؤمن ، كيف تؤذي أخاك فالمسلم أخو المسلم ؟ ايضًا قبل يومين رأيت بأم عيني أحد الأشخاص يوقف سيارته خلف سيارة شخص آخر فعندما خرج من السوبر ماركت قال له: انتظر حتى أشتري مستلزماتي والسوبر ماركت مزدحم والمحاسب أمامه مجموعة من الأشخاص..!! نظر إليه باستغراب ولكنه لم يعره أي اهتمام وذهب وتبضع ثم عاد, فلو كان هذا من الحمقى سريعي الغضب لحدث أمام باب السوبر ماركت مشهد دمٍ في تلك اللحظات، فلماذا لا نتعلم الذّوق ونحن نقود سيارتنا ونتعامل مع الآخرين ؟ .