الوساطة، وما أدراك ما أثر وقع الوساطة؛ إنها أشد وقعاً من قرع الطبول بالحروب، إنها مدمرة، كم ضيعت مصالح أناس هم أهل لها، وكم قدمت لأناس مصالح لا يستحقونها، فهي كالسم الذي يجري بالدماء.. كلنا يتساءل: إلى متى نظل نعاني من هذه "الوساطة" المذمومة المحن والغبن..؟ بكل واقعية أتحدث عن عادات ومسارات اجتماعية منتشرة لدينا يجب القضاء عليها وإلا قضت علينا، أولها المصالح التي يتحصل عليها أصحاب النفوذ، وهذه حقيقة واقعية سواء مصالح وظيفية أو خلافها، فهم وأبناؤهم لهم الأولوية بكل شيء. ثانيها الرشوة وهي وباء متفشي لدينا وللأسف مع إن الله لعن الراشي والمرتشي ولكن لا حياة لمن تنادي، ثالثها الصداقات والمحسوبية فيكفي بأن أحدهم يعرف (س أو ص) من الناس فيمسك مركزاً قيادياً فلو كان يريد وظيفةً ما له أو لأي أحد من أبنائه فعلى الفور يتجه لصديقه وتعمل الاتصالات والعلاقات دورها الفعال النشط الذي يؤدي بالنهاية الى تحقيق الهدف المرجو دون تعب أو أحقية لهذا المنصب أو ذاك متجاهلين وضاربين عرض الحائط من يستحق، ونحن نرى ذلك بأم أعيننا؛ نساء ورجال غير جديرين بأماكن وظيفية فهم غير مؤهلين لها مقارنة بآخرين، ومع هذا قدموا على غيرهم ممن هم أكفأ وأحق منهم بنيل تلك الوظائف، وعلاوة على ذلك نجد من تعينوا بوظائف عن طريق الوساطة تكاد أنوفهم تعلوا جباههم من الكبر والعجرفة والغرور فهم شديدي الثقة بقوة الظهر المعتمدين عليه، والذي مكنهم من تلك الوظائف سيما عندما تكون حكومية. نتمنى أن تعود الأمور إلى نصابها ويأخذ كل شخص كفو حقه ويكفينا محسوبية ورياء وفوقية تسببت بضياع وإزاحة كوادر فعالة بهذا الوطن؛ ننتظر إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة قريباً وكلنا ثقة بقيادتنا للمساهمة في القضاء على هذه الظواهر.