في 5/6 من هذا العام 1426ه كانت لي قصة محزنة، حيث رقدت على السرير الزحمر في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة. نعم المبنى جميل ويقف شامخاً بين اشجار النخيل، ويربض في قلب بريدة وان كان هذا الموضع لا يروق للسيول والتي وقف المستشفى في مجراها بل ومستقرها داخل شعيب، يذكرنا بصراعها معه سابقاً ويهددها لاحقاً بخريره اذا ما جادت السماء. خاصة وان السيول يمكنها الوصول الى المستشفى أسرع من السيارات والتي تعاني من قلة الطرق الموصلة اليه، فجنوباً حرف T، وجنوب شرق حرف T وجنوب غرب حرف T والشمال بغربه وجنوبه ينتهي بسلسلة من حروف ال تي. - بداية قصتي برجال الامن والذين يقفون مشرعين ابواب المستشفى لمن هب ودب، مما سبب اختناقات داخل المستشفى وهي تعاني من ضيق المواقف، خاصة مع زحف توسعي حتى اضحت المباني جنين لا يتسع له رحم الام. ومما زاد عجبي دخول المراجعين الماشين على الاقدام مع معبر السيارات والشاطر من يجسر على الآخر، خاصة مع اندفاع بعض السيارات بصورة جنونية لعدم توفر مطب صناعي عند مبنى العيادات الخارجية. - وقت الزيارة من الساعة 3 حتى 9 مساءً. ويمتد سهر بعض الزوار الى ساعات متأخرة لادخال السرور على المريض وازعاج المرضى الآخرين!!. مع ملاحظتي ان هناك زيارات لبعض الاصدقاء والمعارف خلال الصباح لمن لديه واسطة كموظف في المستشفى وهذه من ابرز نتائج السعودة في المجال الصحي!!؟. - حدث معي ان اجراء الفحوصات في اليوم الذي سبق العملية يفصل بين كل اجراء ثلاث الى اربع ساعات، مثال ضغط - اشعة - تخدير. - ارتديت ملابس رديئة جداً وقديمة اصبحت ذات الوان متعددة من كثرة الغسل والاستعمال، حتى انهم صرفوا لي بنطالاً ذا لون زهري (لون نسائي)، مع عدم مراعاة طول المريض وعرضه في اختيار مقاس الملابس، مما اضطرني للزوم السرير طوال وقت الزيارة! تنظيف الفراش معدوم وتغيير اللحاف والمخدة من المستحيلات، حتى ولو كان الفراش مغطى بالدماء. - كان لدي عملية جراحية لكنني منوم في قسم العيون، ناهيك عن انتشار الذباب واتساخ ارضية الغرف لقلة عمال النظافة، فهي تقتصر على عامل هندي واحد لكل الاجنحة يقتصر نشاطه على مسح ارضية الممرات خارج الغرف. - عدد المرضى في القسم المنوم فيه كان 38 مريضاً وعدد الممرضات 3 فقط، والقسم رجالي، فلست ادري أين خريجو المعهد الصحي من الذكور لشغل مكان هذه النسوة سيئات التعامل، ولما لا يضاعف عدد الممرضين. - نوعية الطعام لا يراعى فيها حالة المريض الصحية، فالطبيب يمنع نوعية من الطعام، نجد ان المتعهد يقدمها، ولا ادري من أين يكمن الخلل في التنسيق بين الاطباء ومتعهد الطعام!؟؟. فمثلاً مريض المسالك او من لديه عملية بواسير، يمنع من اطعمة عسرة الهضم فيفاجأ بقرصان ولحم ضان الى آخره.. هذا وقد فوجئ مريض يرقد بجانبي ممنوع من الطعام كلية، انه في المساء وجد صحن الفطور والغداء والعشاء على طاولته لم يحرك منه شيئاً. هذا بالاضافة الى اواني الطعام رديئة وغير صحية والمفترض ان تكون حافظة للحارة. - انت متهم انك مريض مزعج اذا طلبت مسكناً او حتى مشورة من الممرضات، فإن نظرات الحقد سوف توجه اليك من أعينهن وسوف تسمع حوارات غاضبة بينهن بلغتهن الآسيوية. - سوء الحظ ينتظر المريض الذي تتفق زيارة الطبيب تواجده في دورة المياه مثلاً، فهذا يعني انه لن يراه إلا في الغد. - في غرفة العمليات قد تكون العملية في المسالك للرجل، ويحدث أن جميع طاقم التمريض من النساء فأين خريجو معاهدنا الصحية من الذكور!!؟ - المريض في هذا المستشفى ممن ليس له مرافق، يقوم بدور الممرض والمستخدم والمراسل لمتابعة اجراءات الدخول والخروج وصرف الدواء، ورجل امن في طرد ثقيلي الدم من الزوار، ورجل هيئة في انكار مزاحات الممرضات مع بعض المرافقين او حتى منع الممرضات من رش العطور، بل ويحتاج في بعض الاحيان ان يقف المريض صائحاً لمنع تجمعات المدخنين من المرافقين وبعض الموظفين في مداخل الطوارئ. أخيراً اقول ان من الحلول لهذه الوضعية المتردية في خدمة المريض يكمن في تشكيل لجنة لدراسة وضع المستشفى ادارياً وخدمياً ومطالبة في توسيع دائرة الامكانات المالية ومضاعفة اعداد الطاقم الطبي مع عناية في اختيارها، فهروب المراجعين للقطاع الخاص والاهلي يضاعف من تفاقم المشكلة، وبقاؤنا مع المطالبة في تصحيح الاوضاع مطلب ديني ووطني في آن واحد.