أولاً: كل عام وأنتم بخير ثانياً، سنحكي عن أم عزيز، وحكاوي أم عزيز كثيرة، فهي المرأة المتفاجئة، التي لم تفقد دهشتها بعد، فكل شيء يجعلها ترفع حاجبيها مذهولة، لحظة وحتى أكون أمينة في التدوين، ليس كل شيء، فمثلاً سقوط عزيز في امتحان الثانوية للمرة الثالثة لم يكن مفاجأة، ما يفاجئ الخالة أم عزيز هو دخول المواسم، فهي مثلاً كانت من الذين تفاجئهم إجازة الصيف مما يجعلها ترتب رحلات السفر في آخر لحظة إلى جدة وبيروت وربما الشرقية والبحرين، حيث تكثر اتصالاتها بمن تعرفهم من زوجات موظفي الخطوط والحجوزات فهي تتصل بفلانة لتسأل عن حال الأولاد الذين لا تتذكر حتى أسماءهم، وتبعث للأخرى صحن حلوى عربية مشكل حتى تأنس به قبل أن تطلب منها تأكيد حجوزات العيال «درجة أفق» وتقوم بكل ما يمكن لها أن تقوم به حتى تتفادى التعطيل الذي يسببه عدم التخطيط وترك الأشياء لآخر لحظة. ولن ننسى دخول رمضان الذي كان مفاجأة لها مما جعلها تقضي ليلة الأول منه متنقلة في السوبرماركات تبحث عن الفمتو وعجينة السمبوسة، والآن أم عزيز تعيش حالة دهشة كبرى وفوضى عارمة فرغم ان الشهر الفضيل أتم الثلاثين يوماً، ورغم أنها تعرف جيداً أن الخميس أول أيام عيد الفطر المبارك، إلا أنها ما زالت تمارس هوايتها كامرأة اللحظات الأخيرة، ففي ظهر الثلاثين من رمضان خرجت إلى السوق لتنتقل بين محل العباءات لتستلم عباءتها وعباءة ابنتها منيرة ثم إلى المشغل الذي في آخر الحارة حتى تستلم فستان العيد الذي ستحضر به احتفال صديقاتها في ثاني أيام العيد، وإلى محلات الأحذية حتى تشتري حذاء لعزيز وحميد والدحمي وهؤلاء حكاية لا تنتهي.. أم عزيز منتشرة في كل مكان، تراها في المملكة والفيصلية وصحارى والثلاثين في محلات الحلويات لتشتري حلويات العيد، وفي محلات الأجبان حتى تشتري النواشف التي ستتناولها في صباح العيد مع أولادها، رحلات مكوكية سريعة وفي كل لحظة تتذكر شيئاً نسيته وما أكثر الأشياء التي تنساها، والسائق «جوي» يذكرها قائلاً: «ماما انت فيه ينسى صحن حلاوة حق هدية جيران» أو يكمل قائلاً: «ماما في اشتري بيالات شاي جديد علشان العيد» أو يذكرها وهي في السوبرماركت قائلاً: «ماما ما في ينسى حلاوة طحينية، هذا عزوز يبقى حلاوة طحينية علشان صديق يجي ملحق». وماما أو أم عزيز تشكر جوي وهي تحدث زميلتها أم سعد عبر الجوال قائلة: «يا أختي يا أم سعد ما تخلص مشاوير العيد، تعب ومقاضي ومافيه وقت» لتشكو لها أم سعد من العيد ومشاغله واستعداداته وعن سفرها هي والأولاد وكيف أن حجوزاتهم لم تتأكد بعد، وحكايات لا تنتهي عن هذا العيد الذي جاء فجأة. والسؤال الذي نكرره كما كررنا السؤال الرمضاني: لماذا عيد أم عزيز يأتي فجأة؟