وسط فرحة ممزوجة بالحزن على فقدان والديهم الدين يتذكرونهم دائماً إلا أنه في مثل هذه الأعياد ودخول شهر رمضان يكون الحزن أكثر بحسب قولهم ولن يعوض غيابهم احد .. الأيتام تلك الفئة التي البعض منها ولد ولم يشاهد والده والآخر حرم حنانه ليس لهم احد يعطف عليهم او يقوم على قضاء حاجاتهم الا ان المشاهد التي رسمها الأطفال والقائمون على الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) بفروعها الأربعة في مدينة الرياض في الشرق والغرب والشمال والجنوب ليلة العيد بتوزيعهم عيدية تجاوزت قيمتها الستة ملايين ريال خففت من تلك المعاناة والفراغ الذي تركه له والدوهم فالوقوف للحصول على الهدية والابتسامة على محياهم كما ذكرت والدة احدهم بعد ان تسلمها أنهم ينتظرون العيد من اجل هذه الهدية التي لا تتوقعون الأثر والفرح على نفوس الأطفال واللعب بها فهي شيء كبير لديهم. الجمعية خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان تحولت الى اشبه ما تكون بالخلية التي لم تهدأ من قبل فاعلي الخير وكافلي الأيتام الذين تسابقوا على تقديم معايداتهم للأطفال اما مادية او هدايا قيمة. اما والدات الأطفال اللاتي يتسلمن زكاة الفطر والمعايدة فألسنهن تلهج بالدعاء الى القائمين على هذه الجمعية وما يقدمونه والتي لا تقتصر عند هذا الحد بل يواصلونه خلال أيام العيد بجولاتهم على المراكز التجارية والترفيهية من خلال جدول يعد لهم خلال أيام العيد. إحدى الأمهات تطلب مزيداً من الهدايا لابنها المعاق والآخر الذي لا يزال يتلقى العلاج. أحد الأطفال خلال توزيع هدية العيد ويبلغ من العمر احد عشر عاماً ذرفت عيناه الدموع وظل وحده وعند الاستفسار عن سبب ذلك رد بصوت غير مسموع ان صورة والده لاتزال امام عينيه ويقول: قبل عامين كنت اتسلم العيدية منه فالوضع بالنسبة لي صعب للغاية ان أتجاوزه. وهو ما اكدته احدى الأمهات التي احضرت اطفالا صغاراً وتطلب زيادة للبقية الذين في المنزل وعند السؤال عن سبب احضارهم ترد بأن اكثر ما يتعبني هم من كانوا في سن التاسعة الى الثالثة عشرة عاماً فهم يدخلون حالة نفسية صعبة للغاية نصعب ان نخرجهم منها. فهم يوقعونني في موقف محرج عن كيفية العيد بدون ابيهم. يذكر احد العاملين في الجمعية ان اهم ما يتميز به الاطفال الأيتام هو هدوءهم وأخلاقهم العالية فكما تشاهد الجميع ملتزم بالهدوء والصمت حتى يتم تسليمه العيدية. من جانبه بين صالح اليوسف مدير جمعية الأيتام بالرياض ان الجمعية قد جهزت هدايا معايدة للأطفال اضافة الى سلة من الحلويات يتم توزيعها على الأسر بقيمة تتجاوز الستمائة ريال إضافة الى توزيع زكاة الفطر عليهم. مشيراً الى انه قد تم صرف خلال شهر رمضان عشرة ملايين ريال على 3152 اسرة تكفلها و14758 طفلاً في الجمعية بالرياض وفروعها المنتشرة بالرياض.