انتهى شهر رمضان المبارك .. وهو شهر حوّله الغالبية العظمى من الناس من شهر عبادة وطاعة إلى شهر للتسوق وشهر للسهر وشهر للولائم والأكل وشهر الصدقات والتبرعات والزكوات وشهر التسول بعد أن وجد فيه البعض تدني إرادة الناس وضعفهم أمام كل مطلب يدعو او يتظاهر بالخير وبالتالي كسب أكبر قدر ممكن من الأموال تحت غطاء البحث عن الأجر عند الله.. وكما يحدث في كل عام رأينا انتشار الكثير من فنون أساليب استجداء الناس في التبرع والتصدق ولكن في هذا العام اتجهت الموجة نحو أساليب مختلفة وجديدة وسهلة للغاية جدا ورأينا نماذج عدة من تلك الأساليب منها على سبيل المثال :- - نضمن وصول صدقاتكم وزكاتكم وتبرعاتكم إلى الأسر في الداخل حساب رقم .... بنك.... - شعب النيجر يموت جوعاً.. تبرع حساب رقم .. بنك ..؟؟ - نقوم باستقبال التبرعات لباكستان.. جوال رقم؟؟ هذه الأساليب انتشرت مؤخراً بين أوساط المجتمع من خلال رسائل الجوال او من خلال إعلانات في بعض الطرقات وهي ظاهره انتشرت خلال شهر رمضان المبارك .. وهي تهدف بالدرجة الأولى إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من التبرعات النقدية قبل العينية ؟؟. وكما يلاحظ أن نصوص مثل هذه الشعارات أنها اعتمدت على الجوانب الدينية البحتة والتي تضمن كسب تعاطف أكبر قدر ممكن من الأشخاص وذلك لإدراك المرسل أن المستقبل يضعف عند قراءة مثل هذه الشعارات والنداءات وخاصة أكبر إذا كان المستقبل من النساء او كبار السن. ورغم أن الجهات المعنية بمثل هذه الأمور في وطننا قد بذلت خلال السنين الأخيرة جهوداً طيبة من أجل توعية الناس على اتباع الطرق الرسمية السليمة عند التبرع النقدي في مثل هذه المجالات والتي حددتها بوضوح واعادت تنظيم هذه العملية وقصرها على جهات معينة رسمية معروفة عند الرغبة في التبرع النقدي لأعمال الخير والزكوات والصدقات والمساعدات والهبات .. إلا أنه للأسف الشديد لازالت هناك فئات وجهات تحاول الخروج (خفية) عن هذه التنظيمات من خلال سلوك أساليب مباشرة للمتبرع وغير واضحة لكسب أكبر قدر ممكن من هذه الأموال من الناس مستغلين في ذلك طبيعة أيام ذلك الشهر المبارك التي يحرص فيها الجميع على إخراج زكواتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم طامعين في حسن القبول لها وكسب الأجر والمثوبة من الله .. واستغلال طيبة الكثير من المواطنين وحسن نيتهم وثقتهم العمياء والمطلقة في كل ما هو دعوة لعمل الخير دون التأكد والتثبت من مدى وجاهة ونظامية مثل هذه الطلبات التي تبرز عادة في مثل هذا الشهر الكريم . قد يكون من هذه الشعارات ما هو قريب إلى الاجتهاد الخيري وسلامة وصحة توجهه لكن يظل الأسلوب الذي تطلق من خلاله هذه الدعوات من ضمن الأساليب التي تثير الشكوك وقد يبرز فيها من يسعى إلى استغلال ثقة الكثير من المواطنين وطيبتهم في الحصول على أموال كبيرة بأوجه غير سليمة..!! هنا يتطلب الأمر مزيداً من توعية الجميع عبر وسائل الإعلام إلى الطريق الأسلم والأسرع لتقديم تبرعاتهم وقطع المحاولات الخفية التي تستغل في مثل هذه المناسبات .. والمهم في ذلك أيضاً ضرورة وضع تنظيمات وخطط دعوية وتوعوية مرنة وسلسة تساعد الراغبين في التبرع وخاصة أن هناك فئات كثيرة ليس لديها القدرة أو الخبرة على التعامل مع البنوك أو الهاتف .. وأن هناك فئات أخرى تبحث عن الخصوصية التامة عند تقديم مثل هذه التبرعات.. أيضاً يحتاج الناس إلى ترسيخ الثقة لديهم في المجالات الرسمية المتاحة وتأكيد القناعة لديهم بأن هذه الأساليب الرسمية هي المجال المناسب لمثل هذه التبرعات. وكل عام وهذا الوطن الغالي بقيادته وبشعبه دوماً بألف خير.. [email protected]