أجمع مبتعثون سعوديون في المملكة المتحدة على أن المخصصات المالية (المكافآت) الشهرية التي يتقاضونها في الوقت الراهن لا تتواكب مع حجم مصروفاتهم الشهرية، ونادى المبتعثون برفع سقف المكافأة الشهرية المخصصة لهم من قبل الحكومة، وصرف راتب الموظف الحكومي كاملا، دون اقتطاع. ويحظى المبتعثون بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تتمثل في تحمل الدولة كافة المصاريف والرسوم التي تتطلبها الجامعات، إضافة إلى صرف مكافآت شهرية للمبتعثين ومرافقيهم. لكن مبتعثي المملكة المتحدة أبرزوا عبر "الرياض" ثلاثة عوامل اقتصادية رئيسية (أجور السكن، رسوم الحاضنات اضافة الى مصاريف الحياة المعيشية اليومية)، أصبحت تلتهم مافي حساباتهم البنكية بشكل مخيف. ولم يحدد المبتعثون الذين التقتهم "الرياض" السقف الأعلى لحجم نفقاتهم شهريا، لكن آراءهم تطابقت حيال التحديات المالية التي تواجه المبتعث والمبتعثة في بلد الإبتعاث. وتتزامن هذا المطالب مع الارتفاعات المتتالية في تسعيرة المنتجات الخدمية والاستهلاكية معا، والتي شهدتها كافة المدن في المملكة المتحدة خلال السنوات الآخيرة، الأمر الذي يتطلب اتخاذ قرارات حكومية عاجلة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية لآلاف المغتربين والمغتربات الذين مازالوا يكافحون لإكمال مسيرتهم التعليمية في أعرق الجامعات بالمملكة المتحدة، ليحققوا الهدف المنشود من ابتعاثهم والذي يتمثل في الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للمملكة. ووفقا لمدير "سعوديون في بريطانيا" ماجد بن عبدالله الرفاعي فإنه في ظل ارتفاع تسعيرة كافة المنتجات في المملكة المتحدة وبمختلف المدن، يرى أن المكافأة المخصصة للمبتعثين والمبتعثات لاتفي بحجم متطلبات المعيشة. وأضاف "حاجة المبتعث تفوق المتوقع من حيث توفير السكن المناسب والمستلزمات المعيشية بالاضافة الى المستلزمات الدراسية"، موضحا "المصاريف تفوق معدل المخصصات المالية"، قائلاً: "هذه التحديات التي تواجه المغتربين تتمثل في اجور السكن المناسب، تسعيرة الحاضنات، إضافة الى متطلبات المعيشة بشكل يومي، الأمر الذي يؤثر سلباً على الحياة المعيشية والدراسية للمبتعثين. فيما قال الباحث في الدكتوراه علي بن صقيل أن مبلغ المكافأة المخصص لايفي بمتطلبات السكن والمعيشة. وأضاف "تغربنا لنحقق أهدافنا بما يتوافق مع تطلعات الدولة رعاها الله في افضل الجامعات، لكن تلك الأهداف يجب أن تجد الدعم الذي يتوافق مع حجم المصروفات لإكمال المسيرة التعليمية التي ابتعث من أجلها إبن أو إبنة الوطن". وقال "إيجارات سكنية ما بين 850-1000 جنيه إسترليني وقد ترتفع وفقا للمدينة، بالاضافة الى رسوم الكهرباء، الغاز، المياه، اضف الى ذلك قنوات وضريبة التلفاز"، وزاد "ارتفاعات تسعيرة تأمين السيارة أجبرت المبتعث للمخالفة واستخدام عناوين وهمية خارج المدن الرئيسية، في خطوة للتخفيف من قيمة التأمين، بالاضافة الى ضريبة الطرق وارتفاع سعر وقود السيارات". واستطرد "المكافأة الخاصة بالأبناء المرافقين منخفضة جداً ولابد من إعادة النظر لتناسب تلك المخصصات حجم متطلبات المبتعثين والمبتعثات". إلى ذلك قال المبتعث مهنا العنزي "مبتعثين الى دولة تعتبر من أغلى دول العالم من حيث تسعيرة المنتجات الاستهلاكية، لذلك فإن المخصصات المالية التي نتقاضاها لاتغطي سوى قسط إيجار السكن ورسوم حضانة الأطفال"، مضيفاً "مع هذه التحديات لا أعتقد ان المبتعث سيكون في حالة تركيز دراسي كامل". وطالب العنزي بإقرار زيادة تتوافق مع احتياجات المبتعثين والمبتعثات، مستعرضا في الوقت ذاته أبرز النفقات التي تواجه المبتعثين والتي تتمثل في ارتفاع ايجار السكن، فواتير المصروفات (الكهرباء، المياه، الهاتف وشبكة الإنترنت، تذكرة النقل العام، اضافة الى متطلبات المعيشة بشكل يومي". وزاد العنزي" نحن في دولة تواجه ارتفاعا مهولا وتسجل ارتفاعات متتالية لكافة السلع والمنتجات الاستهلاكية والخدمية، لذا لابد من مواكبة حجم المخصصات المالية مع حجم الإنفاق، مؤكدا في الوقت ذاته لجوء المبتعثين من جهات حكومية "الموظفين" الى سحب ال40% من راتبهم الأساسي قائلا "يواجه المبتعث ارتفاع تكاليف المعيشة من خلال سحب مايتبقى من راتبه الشهري إن لم يكن المبتعث مطالبا بقروض للبنوك قبل صدور قرار ابتعاثه"، مطالبا في الوقت ذاته بصرف راتب الموظف المبتعث كاملا دون اقتطاع. مهنا العنزي علي بن صقيل