الصين تتجه أو هي فعلاً بدأت خطواتها بتأسيس "البنك الآسيوي للتنمية" هذا البنك يهدف إلى دعم النمو "كما أعلن" في اقتصاديات الدول الأقل نمواً أو فقراً وتعاني من ضعف فرص العمل أو البنية التحتية المتدنية وغيرها. هناك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهما بنك وصندوق ولكن هو أكثر ميلاً لدول الغرب والولايات المتحدة، وتفصيل ذلك يطول، وهو يهدف أيضاً لدعم النمو في اقتصاديات الدول التي تعاني ضعفاً أو ركوداً أو دول تعاني البطالة أو الفقر ونحو ذلك، ما الهدف من كل هذا الدعم المالي والإقراض لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والآن "البنك الآسيوي للتنمية" هل هذه الدول التي تقف خلفها أو تدعمها وتحرص عليها كثيرا تقدم الدعم والمساعدة والمساندة بدون أي تبعات أو ثمن؟! الحقيقة تقول "لا" جملة وتفصيلا، فهذه الدول التي تقف وراء هذه الصناديق الدولية أو البنوك الدولية كما أعلن قديمها وجديدها، تبحث عن مزيد من الدول لكسب ولائها أو صوتها أو تعاطفها أو الدخول في الدولة من خلال مشروعات أو النظرة المستقبلية لها، وتصبح هذه الدول تحت حاجة هذا البنك أو ذلك الصندوق في الغالب، وهذا ما يعزز الأهمية لفك أي قدرة سيطرة من هذه البنوك أو الصناديق حتى لا تفرض عليها سياستها الاقتصادية أو توجهها، قد تفيد هذه البنوك أو الصناديق اقتصاديا وحلولها دائما "مشرطية" أي كمشرط الجراح مؤلمة ولا يعني الأخذ بها بالطبع، ولكن يمكن الاسترشاد بها. منطق وعبارة "القوى الناعمة" هي ما يمكن أن يطلق على توجه الصين بتأسيس "البنك الآسيوي للتنمية" ويمكن أن يطال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فالدول الكبرى لن تسيطر على الدول بالقوة والحروب والمكائد أبدا هذا لا يحدث إلا باحتلال وفرض قوة وهذا أصبح في زماننا منحسرا جدا او يكاد ينتهي بلا رجعة، إذاً الحلول تأتي من "القوة الناعمة" قوة المال والنفوذ، بالبناء بالمشروعات بالتغلغل بالاقتصاد، بالاعتماد على الدعم المالي من دولة كبرى أو بنك أو صندوق يتبعها بصورة او بأخرى، مما يخلق امتيازات عالية للدولة المُقرضة وتصبح هي حجر زاوية الدعم المالي. الصين تتجه بهذا الاتجاه "بالقوة الناعمة" بالدخول بدول الآسيوية، حتى اقتصاديا ستكسبها وتصبح أسواقا لها في المستقبل، القوة لا تعني بدنية ولا عسكرية، فالدول الغنية ماليا قد تملك القدرة والتأثير أقوى بكثير من الدول التي تملك السلاح على دول أخرى، مصطلح القوى الناعمة سيكون مسيطرا في المستقبل لأن الشعوب التي تعاني اقتصاديا بحاجة للمال لضخه في الاقتصاد لكي يحقق النمو وبالتالي حراكا داخليا وفرص عمل ودخلا ومالا وغيره، هذا هو التحدي المستقبلي الذي سيكون أكبر بين الدول الكبرى من سيسيطر على أكبر قدر ممكن من هذه الدول وبالتالي نفوذ أكبر وأسواق أكبر وكسب ولاءات هذه الدول ان تم ذلك لها. والقوة الناعمة هي بديل للدول ومهمة لها حين تدمن الاقتراض وتستمر ولا تستطيع الخلاص منه فتحتاج المال باستمرار، وهو ما تمارسه الدول الكبرى والآن جاء دور الصين ببنكها الجديد.