إن العلاقات الزوجية الصحية هي التي تؤسس على المودة والرحمة وليس على العنف والكراهية، أي أن العلاقة الزوجية الصحيحة الصحية بين الزوج والزوجة هي التي تخلو من العنف وتقوم على أساس من التفاهم والاحترام المتبادل لن تكون هناك نهاية للعنف ضد المرأة حتى تتحقق لها علاقة متساوية بالرجل كفلها الدين الإسلامي الحنيف ويحيطها المجتمع باحترام وتقدير، فطالما أن للرجل السيادة والسيطرة المطلقة والمرأة لا تتمتع بكل حقوقها الإسلامية العائلية كشريك اصيل في بناء المجتمع، فيستمر الرجل في استعمال العنف ضدها بكافة صوره واشكاله، لذلك فاذا تحدثنا عن الحلول فليس هناك في الوقت الحاضر من حلول سحرية يمكنها أن تقضي على مشكلة العنف في العلاقة الزوجية، لذلك يقبل كثير من النساء الذل والمهانة ويتحملن الكثير من الضغوط خوفاً من الطلاق وترك العائلة والأطفال، هذا لا يعني ان على المرأة ان تستسلم لواقعها وقدرها بل عليها ان تقاوم العنف الموجه ضدها من قبل زوجها وتظهر له انه لا تقبل المهانة والضرب والاكراه منه وتفهمه بانه لا يحق لاي كان ان يهين انسانيتها بالضرب ولو كان الفاعل زوجها. إذا تعرضت للضرب من قبل زوجك فقد تشعرين بان الأمر شخصي جداً ومن المخجل ان تبحثيه مع أي شخص حتى لو كان هذا الشخص من اقرب المقربين اليك، ولكن قد يتغير موقفك عندما تدركين بأنك لست المرأة الوحيدة التي تتعرض لهذا النوع من العنف وبأن هناك لسوء الحظ كثيرات غيرك في المأزق نفسه، وكقاعدة عامة لا يغير الازواج الذين يسيئون معاملة زوجاتهم طباعهم مهما كان اعتقادهم مخلصاً في امكانية تغيير هذه الطباع ومهما كان ندمهم صادقاً ومتكرراً ومهما تظاهروا أو تصرفوا بكل لطف وحب وحنان، والزوجة تبدو محرجة في مثل هذه الحالة لا تدري كيف يجب ان تتصرف لأنها تحت ضغوط اجتماعية وعائلية ومادية هائلة لا تسمح لها بحرية الحركة وذلك لعدة اسباب منها انها لا تستطيع ترك المنزل إذ لا يوجد لها معيل آخر مثل الأب أو الأم أو الأخ وخاصة إذا كانت معزولة جغرافياً عن عائلتها واجتماعياً عن اصدقائها، كذلك لا تستطيع الزوجة ان تعيل نفسها إذا كانت غير مثقفة وغير حائزة على شهادة اختصاص ولا يوجد لها عمل يدر عليها دخلاً يكفي حاجتها الضرورية بالاضافة إلى ان الزوجة المضروبة لا تستطيع ان تترك اولادها في عهدة زوجها الذي هو في العادة يضرب اولاده أيضاً وهذه احدى تضحيات المرأة الأم. وأيضاً لا تستطيع ان تترك منزلها إذا كان سيف الطلاق مسلطاً فوق رأسها وما يتبعه من تبعات تكون اكثر مراراً من تعرضها للعنف. وبالرغم من ان ضرب الزوجة يعتبر جريمة يجب أن يعاقب الزوج عليها إلا أننا نعرف ان الأسرة الشرقية ترى من واجبها ان تتستر على هذه الحوادث. ولذلك نرى ان معظم حوادث ضرب الزوجات لا يبلغ عنها وبذلك يمضي الزوج في تعنته وعنجهيته وهذا يعني في النهاية ان تدفع الزوجة ثمن الجريمة التي ذهبت هي ضحيتها، ولكن على الزوجة ان لا تستسلم وعند الضرورة عليها ان تصارح اسرتها لمساعدتها فالزوج يجب ان يشعر ان موقف أهل زوجته رافض لضرب الزوجة وأحياناً يفيد اخبار احد الأصدقاء المؤثرين على الزوج أو احد اقاربه وطلب النجدة منهم لردعه عن استخدام العنف وإذا تكرر استعمال العنف فالحل الأفضل في مثل هذه الحالة هو طلب الزوجة للحماية القانونية والتهديد بالانفصال عن الزوج الذي يهين زوجته ويضربها.