أصبحنا بين سندان المتطرفين دينياً ومطرقة العلمانيين المطالبين بالانفتاح والتحرر، حيث تلعب السياسات الخارجية للدول الغربية على هذا الوتر بخلق البلبلة في جميع أنحاء عالمنا العربي وذلك من خلال إشعال نار الفتنة بالمطالبة بالحريات المبطنة التي ظاهرها تحرر وباطنها خراب ودمار، أضف إلى ذلك أنها في كل هذه الحالات هي المستفيد الأول أياً كانت النتيجة، فأسلحتهم مسوقة وتجارتهم محمية في كل الاتجاهات ولا يهمهم سوى الإبقاء علينا متخلفين متناحرين لا تقوم لنا قائمة. كلما تقدمنا قليلاً جاؤوا لنا بالذرائع والحجج الجديدة المتلونة حسب حاجة المكان والزمان التي بدورها تعيدنا إلى الوراء أضعاف ما خطوناه إلى الأمام، وخلاصة القول إذا أردنا أن نكون ممن يسمع لنا ويشار إلينا بالبنان فيجب علينا أن نتبع طريق الوسطية في الدين وأن نبني الإنسان بجوهره الواعي بعيداً عن الغلو الديني والتعصب القبلي وكل ما هو سبب في إعاقة مسيرة النهضة والبناء في جميع نواحي الحياة.