قام الجيش البوروندي أمس بإيقاف وملاحقة الانقلابيين الذين اكدوا لوكالة الأنباء الفرنسية انهم يستسلمون مع الاعلان عن عودة الرئيس بيار نكورونزيزا الى بلدته حيث سيوجه خطابا للامة. وقال زعيم الانقلابيين الجنرال غودفروا نيومباري لفرانس برس "قررنا الاستسلام. آمل ان لا يقتلونا" في حين كان جنود من الموالين للرئيس يقتربون منه. ولم يحصل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية على المزيد من المعلومات منه بعد ذلك. لكن ضابطا كبيرا في الشرطة قال ان الجنرال نيومباري "افلت" من قوات نكورونزيزا واضاف "نعرف اين يختبىء في حي كيبنغا (جنوب غرب العاصمة). قواتنا تبحث عنه لتوقيفه". وقال مساعدون مقربون من الرئيس البوروندي انه "وصل الخميس الى نغوزي. من هنا سيخاطب الامة" عبر هيئة الاذاعة والتلفزيون الوطنية. واكد هؤلاء ان الرئيس لم يعد أمس الى بوجمبورا خلافا لمعلومات سابقة نشرت وانه لا يزال في بلدته الاصلية نغوزي على بعد نحو 140 كلم شمال شرق العاصمة. وعاد الرئيس عن طريق البر من تنزانيا التي بقي فيها اثر محاولة الانقلاب الاربعاء. وقال ضابط الشرطة طالبا عدم الكشف عن اسمه ان المسؤولين الانقلابيين الثلاثة الاخرين الذين تأكد ايقافهم عبر الهاتف "هم بين أيدينا وأحياء". وبين هؤلاء المتحدث باسم الانقلابيين مفوض الشرطة زينون ندابانيزي الذي اعلن استسلامه مع رفاقه وكذلك الرجل الثاني في الحركة الجنرال سيريل ندايروكيه الذي اعلن مساء الخميس فشل الانقلاب. قبل توقيفه في منزله في بوجمبورا، اتيحت الفرصة للجنرال ندابانيزي ليشرح ان الانقلابيين انقسموا الى عدة مجموعات خلال الليل قائلا "قررنا الاختباء بانتظار الفجر وتسليم انفسنا حتى لا نتعرض للقتل". واكد الضابط الكبير "لن يكون هناك سوء تصرف لن نقتلهم، نريد توقيفهم ليصار الى محاكمتهم". وكان الرئيس البوروندي غادر الى تنزانيا للمشاركة في قمة لدول شرق افريقيا حول الازمة السياسية التي اندلعت في بلاده بعد اعلانه عن ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في أواخر ابريل للانتخابات المقررة نهاية يونيو. واثار ترشحه موجة تظاهرات تخللتها اعمال عنف اسفرت عن مقتل نحو عشرين شخصا. وجددت منظمات المجتمع المدني المعارضة لهذا الترشيح الذي تعتبره مخالفا للدستور الدعوة للتظاهر. وقال فيتال نشيميريمانا رئيس الائتلاف المعارض للولاية الثالثة الذي كان يتحدث من مكان سري لفرانس برس "المجتمع المدني يعارض الانقلابات من حيث المبدأ، لكننا نسجل ان البورونديين استقبلوا الانقلاب بالتهليل وهذا برهان على ان الشعب البوروندي بحاجة اليوم للتغيير". واضاف "ندعو البورونديين مجددا الى التحرك واستئناف التظاهرات". قال مسؤول في الشرطة مساء الخميس ان "الانقلابيين كانوا في حالة انهزام بعد هجومهم الفاشل على مقر الاذاعة والتلفزيون". وحاول الانقلابيون مرتين خلال الخميس السيطرة على مقر الاذاعة والتلفزيون من القوات الموالية للرئيس. ورأى مراسل وكالة الأنباء الفرنسية للمرة الاولى جثث ثلاثة عسكريين. وكان الاستيلاء على المقر على درجة عالية من الاهمية بعد توقف الاذاعات والتلفزيونات الخاصة عن البث اثر تعرضها لهجمات شنها مؤيدو نكورونزيزا، وفق المسؤولين عن هذه المؤسسات. وتعارض جمعيات المجتمع المدني وجزء من المعارضة ترشيح نكورونزيزا لكن الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس، وهو المجلس الوطني - قوات الدفاع عن الديموقراطية، منقسم بهذا الشأن. ويعتبر زعيم الانقلابيين رئيس الاركان السابق الجنرال نيومباري المنبثق من صفوف الحزب الحاكم رجل حوار وشخصية تحظى بالاحترام وقد دفع ثمن اسدائه النصح لنكورونزيزا بعدم الترشح. فبعد تعيينه في ديسمبر 2014 على رأس الاستخبارات الوطنية، قام الرئيس بعزله بعد ثلاثة اشهر. ودانت الاسرة الدولية الانقلاب ولا سيما الولاياتالمتحدة والامم المتحدة. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الهدوء. واثارت الاضطرابات واعمال العنف حالة من الهلع دفعت اكثر من 105 آلاف شخص للفرار من بوروندي الى الدول المجاورة بحسب ما اعلنت الجمعة المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. عودة الحياة تدريجيًا إلى طرقات بوجمبورا ( رويترز )