دان الرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا أمس، محاولة انقلاب نُفذت ضده بقيادة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الجنرال غودفروا نيومباري الذي أعلن عزل الرئيس بسبب ترشحه لولاية ثالثة تعتبرها المعارضة انتهاكاً للدستور. وقال نكورونزيزا في خطاب بثّته الإذاعة الرسمية: «أدين هذه المجموعة من المتآمرين، وأشكر الجنود الذين يعيدون الأمور إلى نصابها وأعفو عن أي جندي يقرّر الاستسلام». وانقطع البثّ الإذاعي بعد خطاب الرئيس وسُمع إطلاق نار كثيف من المنطقة حيث توجد الإذاعة، وسط أنباء عن اشتباكات بين موالين لنكورونزيزا ومعارضين له. لكن الإذاعة بثّت بياناً أكد أنها في يد أنصار الرئيس، مشيرة إلى أنها أوقفت بثها بسبب «قتال عنيف». وأكد مستشار إعلامي للرئيس، أن الأخير يسيطر على مبنى الإذاعة والتلفزيون والمطار، علماً أن نيومباري كان أعلن أن المطار مُغلق. نيومباري الذي يحظى باحترام في بوروندي وأقاله نكورونزيزا في شباط (فبراير) الماضي، بعدما نصحه بألاّ يترشح لولاية ثالثة، أعلن الأربعاء عبر إذاعة خاصة «عزل الرئيس من منصبه وحلّ الحكومة». وطلب من الجميع «احترام حياة الآخرين وممتلكاتهم»، مضيفاً: «شُكِّلت لجنة موقتة لإعادة الوفاق الوطني، ومن مهماتها إعادة الوحدة الوطنية واستئناف العملية الانتخابية في أجواء هادئة ومنصفة». لكن الرئاسة البوروندية أعلنت عبر موقع «تويتر» نجاحها في «السيطرة على الوضع»، مؤكدة «فشل محاولة الانقلاب في بوروندي» وأن مدبريه «سيُحالون على القضاء». وكان نكورونزيزا موجوداً في تنزانيا المجاورة حيث التقى رؤساء دول شرق أفريقيا في قمة استثنائية، لإيجاد تسوية للأزمة في بوروندي التي أدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً وجرح عشرات، عندما رشّح الحزب الحاكم الرئيس لولاية ثالثة، في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 26 حزيران (يونيو) المقبل. وتثير الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين قلقاً في بلد شهد تاريخه الحديث مجازر عرقية ويواجه صعوبات للنهوض من حرب أهلية طويلة (1993- 2006) ما زالت ماثلة في الأذهان أسفرت عن مقتل مئات الآلاف.