دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد المسلمين في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام إلى التشمير عن سواعدهم لتحرير إرادتهم بعد أن انتهت عاصفة الحزم وبقيت عاصفة الحسم، مؤكداً أن التدخل كان ضرورياً لتعتدل كفة الميزان، وأمل لإخواننا في اليمن ليحولونه إلى واقع، ليبدل ما هم فيه من نزاعات وخلافات تسحقهم وتدمرهم، إلى مشروع سلام وإعمار في كفاح من أجل الإصلاح، بعزم وحزم وأمل وعمل، وإعادة الأمل من أجل يمن عربي مسلم. وخاطب الشيخ ابن حميد سلمان الإمام والاتحاد المبارك قائلا: إن الأمة تنتظر عواصف حزم لاشتداد التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية والفقر والفساد، وينتظرون ناطقا رسمياً ومتحدثاً إعلامياً يحدث بمصداقية عن كل ما يتم تحقيقه من نفع ودفع، فقد أسمعتموهم لغة إعلامية علمية هادئة متواضعة بعيدة عن التشنج والتهويل والعواطف والشعارات، علمتموهم لغة الأرقام والإحصائيات والخرائط والمواقع، في احترام غير معهود في لغة المنطقة وإعلامها وبخاصة أيام الحروب والمعارك والخصومات، فتكلمتم بلغة الحقائق أولا بأول، فاحترمتم المستمع والمشاهد فاحترمكم، وقدرتم الشعوب والحكومات فقدروكم، وابتعدتم عن الطائفية الإقليمية الضيقة، فهي لغة راقية أدرات الأزمة بنجاح منقطع النظير، فبارك الله في الجهود وسدد الخطى وبارك الله في هذة الدولة المباركة تجددها وحيويتها فهي دولة متجددة محافظة ذات مبادرات حكيمة وقوية ترسم الخطوط لأجيال المستقبل وتضع أولويات البلاد في مقدمة اهتمامها في ظل ظروف محيط المنطقة. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إننا نبايع ولي العهد وولي ولي العهد على كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة، ونسأل الله العلي الكريم أن يجعل في هذا الاختيار خيرا للبلاد والعباد وأن يوفقهما ويسددهما ويجعلهما خير عضد لولي الأمر حفظه الله وحفظهم إنه سميع مجيب. وأضاف ابن حميد إن عاصفة الحزم بدأت بصمت وأهل الخليج نائمون، وعصفت بقوتها ودويها وهم في الميادين يعملون، وانتهت محققة أهدافها وهم في ديارهم آمنون مطمئنون، وإن من المعهود أن أي بلد يخوض حربا أو يعيش حالة حرب أن تسود أهله حالات من التأهب والقلق والاستنفار، يظهر ذلك ويتجلى في خوف الناس واضطراب الأسعار واختفاء الأقوات واحتكار التموين، ولكن بلدنا ولله الحمد والمنة بفضله تعالى ثم بحنكة القيادة وإيمان الشعب وثقته يعيش حياته اليومية المعتادة المألوفة، حالة الأمن والرخاء والطمأنينة والغدو والرواح إلى الأعمال والمدراس والمصانع والمتاجر والمزارع، يتسوقون ويتزوجون ويسافرون ولمناسباتهم يخططون والأطفال في ملاعبهم يلعبون ويمرحون، إنه الإيمان بالله والتوكل عليه أولا، ثم الثقة بالقيادة الرشيدة والالتفاف حولها وتأييدها، فهي بلاد الحرمين الشريفين المملكة، لم تكن عدائية ولا معتدية وليس لها مطامع توسعية، مشهود لها باعتدالها واتزان سياستها وهدوء تعاملها.وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن المسلمين أجمعين تربطهم روابط تتجاوز علاقة المكان والبشر، فهي روابط العقيدة والدين والإيمان والأماكن المقدسة، ولقد أدركت هذه البلاد المباركة راعية الحرمين الشريفين وخادمتهما الخطر المحدق في المنطقة كلها، فأخذت بعد توفيق الله وتسديده ثم بحكمة قيادتها وحنكتها لتبني هذا التحالف المتين، للوقوف في وجه هذا التمدد الذي يستهدف تمزيق الأمة وإسالة دمائها وتقطيع أوصالها، موضحاً أن هذا التحالف المبارك رسالة إلى أن أهل الإسلام مدركون لسياسات بث القلاقل وزعزعة الاستقرار وتكوين العصابات، وتوظيفها وتجنيدها في أعمال إرهابية وتصرفات استفزازية، فهي عصابات لا تحسن النظر إلى العواقب الدينية والوطنية وليس لها مستقبل في دينها ولا في أوطانها، بل هي أدوات يعبث بها من يعبث.