"تلك العيون" هكذا عنون لموضوعه أحد الشباب البريطانيين في عام 1989م عندما كان يتبادل النقاش مع غرباء على شبكة يوزنت في بدايات الإنترنت. وضع الشاب قائمة بأسماء وصور الممثلات اللواتي يملكن أعيناً جميلة كما قال وكان معه في تصميم القائمة مبرمج لغات حاسب يدعى كول نيدهام. حظي الموضوع بمتابعة عدد كبير فتبعه شاب آخر بوضع قائمة للأفلام التي ظهرت فيها كل واحدة من هؤلاء الممثلات. قام شاب ثالث بوضع تقييمه الشخصي لمستويات تلك الأفلام من الناحية الفنية راصداً لكل منها درجة تتراوح ما بين 1 و 10 درجات. بعدما طلب من القراء تقييم كل من تلك الأفلام بنفس الطريقة، جمع الشاب الأخير كل نتائج الأفلام وعرض معدلات التقييم لكل فيلم. وأصبحت من العادة آنذاك أن يتم تحديث القائمة بنتائج جديدة وأفلام إضافية. قام نيدهام بتأسيس قائمة جديدة خاصة بالممثلين الذكور، وتبعه آخر بقائمة للمخرجين، ثم الممثلين والممثلات الأموات!، وهكذا أصبح هؤلاء الشباب الهواة يغذون تلك القوائم حتى وصل عدد أفلامها في نهاية عام 1990م إلى عشرة آلاف فيلم مع ربطها جميعاً بالممثلين والممثلات الذين ظهروا فيها. طور نيدهام آلية تمكن الزوار من البحث في تلك القوائم ونقلها في عام 1993م من شبكة يوزنت إلى موقع مستقل أطلق عليه "قاعدة الإنترنت لبيانات الأفلام" واتخذ قراراً عبقرياً هو أن يتيح للناس التطوع ليقوموا بإدخال معلومات الأفلام وأسماء القائمين عليها بينما يقوم هو وفريق معه بالتدقيق والتأكد من تلك المدخلات -نفس الفكرة التي جعلت من ويكيبيديا أكبر موسوعة في عالم الإنترنت اليوم-. نما الموقع بسرعة لكن نيدهام عجز عن توفير المال اللازم لتشغيله بعد عجزه عن جذب إعلانات كافية. اضطر حينها لبيعه لموقع آخر ضخم هو أمازون الذي رأى في قاعدة البيانات هذه فرصة لتسويق أفلامه التي يعرضها للبيع. خرج نيدهام من الصفقة بمال جيد وبمنصب المدير للموقع رغم استحواذ أمازون. أصبح الموقع بغية كل باحث عن فيلم، ممثل، مخرج، عامل في صناعة الأفلام، كاتب، شخصيات ظهرت في أفلام، ميزانيات وأرباح، عبارات شهيرة، جوائز وعدد لا يحصى من المعلومات المتشابكة. معلومات غزيرة تصب في مجال التعريف بالسينما والتلفاز وألعاب الفيديو. كما مكن الموقع لاحقاً زواره من معرفة آخر الأخبار ومواعيد عروض الأفلام ومواقعها بدور السينما القريبة. عندما أخبرت صديقاً لي بنيتي كتابة هذا المقال قال باستغراب: موقع أفلام!. ومن يعرفه في السعودية؟. وقت كتابة هذه المقالة، يقف الموقع ضمن قائمة أكثر من50 موقعاً في العالم من حيث عدد الزيارات. ويحتل المرتبة السابعة والعشرين في أمريكا. لكن ما قد يثير استغراب صاحبي هو أن الموقع في المرتبة 25 لأكثر المواقع زيارة في المملكة العربية السعودية، ورابعاً في تصنيف "الترفيه والفنون" بعد يوتيوب وفيسبوك وتويتر.