دعت الشرطة البريطانية لضبط النفس والهدوء إثر اندلاع التوتر العنصري بين الجالية الكاريبية الأفريقية في مدينة برمنجهام والأخرى الآسيوية القادمة من باكستان وبنجلاديش وهي مسلمة تعيش في المدينة نفسها. وقد تم مهاجمة متاجر ومحلات للجالية الآسيوية المسلمة بسبب شائعة عن تعرض فتاة كاريبية لهجوم عليها من قبل مجموعة آسيوية من شباب الجالية الآسيوية. ويبحث الأمن البريطاني عن الفتاة محل الشائعة، لكنه لم يعثر عليها مما يؤكد أن الموضوع كله شائعة لبث التوتر في مدينة برمنجهام التي تسكنها أغلبية مسلمة تعيش منذ فترة طويلة في المدينة البريطانية التي تضم أكبر جالية يمنية عربية، جاءت مع بداية القرن الماضي وعملت في مصانع المدينة الصناعية التي حظيت بشهرة عالمية. وقد سقط يوم السبت الماضي قتيل تم طعنه بسكين خلال ليلة الصدام المروعة بين الجاليتين الآسيوية والكاريبية الأفريقية. وتم إطلاق النار أمس الاثنين على شخص آخر. وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة أسباب إطلاق النار عليه وإذا كان له علاقة بحوادث الشغب التي جرت في المدينة مساء السبت. وقد تعرضت متاجر الآسيويين ومحلاتهم إلى هجوم من عصابات قامت بالنهب والتخريب انتقاماً من حدوث الاعتداء على الفتاة التي يبحث عنها أفراد الشرطة بلا جدوى. وقد التقى زعماء الجاليات المهاجرة والمستقرة في المدينة لإعلان التوافق ورفض هذا العنف، والتأكيد على وحدة قائمة منذ عصور طويلة ميزت مدينة برمنجهام بطابعها التعددي والثقافي. ورغم هذا النفي لخلافات وصراعات بين الجاليتين الآسيوية والكاريبية فهناك عدم انسجام طويل لخلافات في العادات والتقاليد والثقافة العامة. وقد حاولت الحكومة البريطانية استثمار الاختلاف في إرساء تقاليد جديدة بشأن التعدد العرقي وبريطانيا المتنوعة الثقافات. وأكدت قيادات وزعامات أن الأحداث الأخيرة مسؤولة عنها أقلية تحاول تعزيز الخلافات والصراع وأن هناك عصابات وراء الهجوم الذي حدث السبت الماضي على متاجر وحوانيت نهاية الأسبوع الماضي. وكانت منظمات عنصرية بريطانية استغلت حادث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 للهجوم القاسي على الجالية المسلمة مع محاولة التحالف مع الجاليات الأخرى التي تنحدر من أصول كاريبية وأخرى أفريقية. وسعت هذه المنظمات لاتهام المسلمين الآسيويين بالتعصب والانغلاق وتحقيق المكاسب من وراء مشروعات تجارية ووجود في داخل المدن للكسب السريع وتحقيق ثروات طائلة. واستهدفت هذه الموجة توجيه الكراهية إلى أبناء بنجلاديش وباكستان في المدن البريطانية. ودعا نائب مدينة برمنجهام مالك شاهين إلى الهدوء وعودة التعاون المشترك. وهو يمثل حزب العمال الحاكم، الذي له أغلبية سياسية ويمثله في البرلمان نواب مسلمون يعبرون عن حجم عدد السكان القادمين من أصول باكستانية وآسيوية. وتعمل المنظمات العنصرية على توظيف حوادث الشغب لتأكيد حملتها على المسلمين بشكل عام واتهامهم بسلوكيات منحرفة وتشجيع العداء لهم. وكانت مجموعات مسلمة تحركت في مدينة برمنجهام للتصدي لتجارة الرقيق الأبيض ومقاومة الانحراف والدعوة إلى سلوك طيب ملتزم. وتُعد حوادث الشغب في برمنجهام الأولى بعد العمليات الإرهابية التي جرت في لندن خلال شهر يوليو الماضي وتوجيه اتهامات للمسلمين لنبذها ضد أهداف بريطانية وقصة الفتاة الكاريبية التي تعرضت لهجوم عليها من قبل شاب آسيوي مسلم قصة أخرى في بث الكراهية الداخلية والحض على العداء للمسلمين واتهامهم بشكل أخلاقي. واتفقت قيادات إسلامية وكاريبية على محاربة الفتنة التي تسعى لإشعال النار داخل الجاليات للمحافظة على السلام والوئام بين أبناء عرقيات نازحة لبريطانيا وتقيم فيها منذ فترة طويلة. وقد تغنى حزب العمال الحاكم بتعدد الثقافات والعرقيات لكن موضوع الحرب على العراق فتح ملفات صاخبة نتيجة احتجاج الجالية المسلمة على الحرب ومحاولة منظمات عنصرية استغلالها لحوادث الإرهاب في يوليو الماضي للهجوم الشرس على المسلمين.