تابع جميع الرياضيين والمهتمين بالنجاح والإنجاز توقيع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس شراكتها مع نادي الهلال العريق لتحقيق أهدافها الإنسانية والقيم النبيلة ونشر القيم وإحياء الرياضة، ولعل ما قامت به الإدارة الزرقاء خلال الأعوام الماضية من عمل مميز كان له بالغ الأثر في هذا الإنجاز الكبير وغير مسبوق على مستوى الأندية العربية كأول نادٍ رياضي عربي يحقق المعايير الأربعة والتي يتم من خلالها اختياره حتى يصبح شريكا للمنظمة عبر تقييم مدى تطبيقه للنقاط الأربعة، وهي قوة التأثير، والجماهيرية، والبطولات، وأهمها أعمال النادي نحو خدمة المجتمع، ما أبهر مسؤولي المنظمة فأبدوا إعجابهم بما حققه النادي خلال مسيرته من منجزات تجاه جماهيره وتجاه المجتمع، فنادي الهلال يعد من الأندية الرائدة والسباقة بإنشاء إدارة للمسؤولية الاجتماعية يقع على عاتقها تصميم وتنفيذ الخطط والبرامج التي من شأنها المساهمة في التنمية المستدامة للمجتمع، ولعل ما يحسب لإدارته من نجاح هو مشاركتها الفعالة في البرامج الاجتماعية نحو خدمة المجتمع والجماهير بشكل عام، حتى حققت إدارة المسؤولية الاجتماعية العديد من النجاحات على المستوى الاجتماعي وخدمة المجتمع بمختلف فئاته خصوصا الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والبرامج النوعية والفعالة التي تقام لخدمتهم والمساهمة في اندماجهم. ويمكننا القول أن فوز الهلال بهذه الشراكة لهو دليل على أهمية الأنشطة الاجتماعية والثقافية لكيان النادي كمنظومة متكاملة لابد أن يلعب دورا كبيرا في بناء الإنسان وشراكة أفراد المجتمع في مختلف الأعمار وفي مجالات ثقافية واجتماعية تنموية وتربوية عدة وليست نشاط بدني فقط، وحتى ينجح على هذا المستوى العالمي لابد له من تحقيق العمل الأسمى لرسالة الرياضة وأنها ثقافة قائمة على المنافسة الشريفة والاحترام المتبادل، وتفعيل الشعار (رياضي، ثقافي، اجتماعي) والذي غالبا ما يتم تجاهله والتركيز فقط على نتائج الفرق الرياضية. جميع الأندية الرياضية وفي غالبية البلدان بمختلف ثقافاتها وأجناسها تمتلك الشعار والرسالة ذاتها، ولكن التميز يكمن في الإدارة التي تعمل بجد على تحقيق ذلك الهدف، وعلى الرغم مما عاناه فريق كرة القدم من أزمة خلال المواسم الماضية، وعدم تحقيقه لنتائج ملموسة سواء في الدوري أو في كأس ولي العهد أو حتى على مستوى البطولة الآسيوية، إلا أن تلك النتائج لم تكن ذات تأثير أو عائق لتحقيق هذا الإنجاز الكبير، فطبيعة النشاط الكروي تحتمل الخسارة كما تحتمل الفوز، فالفريق الكروي هو جزء لا يتجزأ من كيان النادي، ولكنه ليس هو الكيان بحد ذاته، ولعل ما حققه عبر شراكته مع (اليونسكو) دليل على ذلك، إذ لابد للعمل الإداري المميز والقائم على أسس علمية سليمة، والذي اتضح جليا في نادي الهلال وخصوصا في إدارة المسؤولية الاجتماعية أن يؤتي ثماره، ويعزز المفهوم الكامل لكيان النادي بأنه ثقافي اجتماعي كما هو رياضي، وبغض النظر عن النتائج الحالية للفريق الكروي خلال هذا الموسم، وتحقيق هذا الإنجاز الدولي لإدارة الهلال يعتبر دليلا على ذلك إضافة لكونه مثالا للتميز بين الأندية في التوجه نحو المجتمع، والذي لابد للأندية جميعها من السعي والتوجه نحو تحقيق نفس الهدف عبر زيادة البرامج الاجتماعية والثقافية والإنجازات الرياضية التي من شأنها جذب وزيادة القاعدة الجماهيرية لأنديتهم، بحيث يتم تكثيف التنافس في خلق الأفكار الإبداعية والبرامج الثقافية التي تساهم في خدمة أطياف أفراد المجتمع كافة عبر خطط مدروسة ومميزة تساهم في خدمة المجتمع والتنمية المستدامة، فإنجاز نادي الهلال بشراكته مع اليونسكو مدعاة للفخر لجميع المهتمين بالرياضة وليس لعشاق الكيان فحسب ومكسب وطني كأول نادي على مستوى الدول العربية يحصل على هذه الشراكة العالمية وإنجاز يحسب للرئاسة العامة لرعاية الشباب كونها الجهة المشرفة على نشاط الرياضي بالمملكة بصفة عامة. *كاتب وأكاديمي