تقوم الإستراتيجية الدفاعية للمملكة العربية السعودية على أساس حفظ الأمن الوطني وتأمين أعلى درجات الحماية للمجتمع والتصدي للتحديات والتهديدات على مختلف أنواعها وتعدد مصادرها وذلك اعتماداً على القدرة الذاتية مع التنويع في مصادر التسليح والاستمرار ببناء قوات مسلحة قادرة على التكيف مع المتغيرات الدائمة في البيئة الإستراتيجية الإقليمية والدولية. إن هذه الإستراتيجية تنطلق من الأسس العامة للأمن الوطني باعتبارها المصلحة الوطنية العليا للمملكة وتعالجها من خلال البعدين العسكري والأمني في حين تعالج السياسات الحكومية الأخرى للدولة باقي الأهداف الوطنية: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والمعنوية. تنظر الإستراتيجية الدفاعية للمملكة إلى التحولات الإستراتيجية المختلفة والتي تعيشها المنطقة من خلال التصاعد المستمر في بناء الترسانات العسكرية والتسارع في إدخال الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، والمحاولات المتعددة من بعض دول الإقليم في بناء قوة نووية، على أنها عوامل توتر إضافية ستضيف أبعادا خطيرة إلى طبيعة الصراع وستقود إلى تزايد الاحتقان السياسي والعسكري، مما جعل الأمن والاستقرار الوطني والإقليمي احدى الركائز الأساسية في إستراتيجيتنا الدفاعية والتي يتم إدارتها من خلال قوات مسلحة على درجة كبيرة من الاحترافية وتتبنى فلسفة دفاعية خاصة في تحقيق الأهداف الوطنية مع القدرة على التعامل مع كافة المتغيرات والمستجدات الإقليمية لضمان امن وسيادة المملكة وتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم المساعدة للدول الشقيقة ضمن جهد عربي موحد وتحت مظلة الشرعية الدولية والمساهمة في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة. من خلال الاستعراض السابق للإستراتيجية الدفاعية للمملكة العربية السعودية نجد أن عملية عاصفة الحزم التي تنفذها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية جاءت كضربة استباقية موفقة أحبطت كل المخططات لتهديد امن وحدود المملكة العربية السعودية والسيطرة على اليمن وزعزعة امن المنطقة واستقرارها، كما ان هذه العملية المتقنة والتي يتولى ادارتها بشكل مباشر صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان وزير الدفاع وبتوجيه ومتابعة مستمرة من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه من خلال تحالف عربي إسلامي جاء في الوقت المناسب وهو يعمل على تحقيق أهدافه الإستراتيجية المنشودة وتهيئة الظروف المناسبة لاستعادة الشرعية وكبح جماح الميليشيات الانقلابية التي أرادت اختطاف اليمن من انتمائه العربي وتحويله إلى بؤرة إرهاب بيد قوى أجنبية خارجية، والعمل على صيانة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. إن قرار عملية عاصفة الحزم كان قراراً حكيماً صائباً وشجاعاً تم اتخاذه في الوقت الصحيح استجابة لدولة شقيقة ودعم الشرعية فيها، وتأمين حدود المملكة ومنافذها وكل أراضيها، ولعل هذا القرار أن يؤسس إلى تكوين منظومة إقليمية جديدة نبعث برسالة من خلالها إلى العالم اجمع أن المملكة العربية السعودية قادرة على تأمين أمنها واستقرارها ذاتياً مع القدرة على القيام بأدوار إقليمية ذات طابع استراتيجي لتأمين الاستقرار والأمن في المنطقة.