في فترة ليست بالبعيدة وفي هذا الصيف تحديداً تلقيت مكالمة من أحد أخوتي الذي يسكن بمدينة الرياض يخبرني فيها بأن السائق والخادمة (زوجته) الخاصة به قد هربا من المنزل، فقلت له اسأل أحد السائقين الذين يقطنون حولنا ربما يعرفون عنه شيئا، فقال لي وهو يضحك بأن السائق وزوجته موجودان بمدينة جدة، وهذا ليس بالغريب اليوم حيث نشهد حالات كثيرة مثل ذلك. فأترك لك أخي الكريم بأن تفكر قليلاً كيف وصلا إلى مدينة جدة هرباً من مدينة الرياض حاملاً معه زوجته بكل شجاعة.. وبعد فترة قليلة تلقينا اتصالاً من الزوجة تقول أن لديها الاستعداد للعودة في حالة زيادة الراتب والذي دعاها إلى الاتصال حسب ما علمت بأن الزوج قد زج بها مع خادمات من جنسها لتنام معهم وتخضع لخدمة المنازل في حالة الطلب بالاضافة إلى بعدها عن زوجها طوال الأيام السابقة. وبعد نقاشات عديدة رفض الزوج الكريم بأن العرض لا ينفع، حيث أن عرض الراتب الذي وجده للاسف عند سعوديين آخرين كان حافزاً أكثر. فيبرز لي بعد تلك الحادثة والحوادث التي أقرأها في الصحف السعودية خصوصاً ما تطرقت له صحيفة (الرياض) مشكورة في عددها (13601) بتاريخ 15 شعبان 1426ه (القبض على أخطر مهربي الخادمات) عدة أسئلة منها: أولاً: هل هناك تشديد في نقاط التفتيش بين المدن والقرى لتلافي مثل هذه الحالات التي اصبحت اليوم مشكلة، لابد أن يكون هناك حل من المسؤولين لردع هذه الظاهرة السيئة. وأتذكر أيضاً بأنني قرأت يوماً في صحيفة (الرياض) عن امرأة يمنية الجنسية قبضوا عليها في مدينة الاحساء في منزل للدعارة فعندما سئلت عن كيفية وصولها إلى السعودية قالت: انتقلت بالتهريب طبعاً من اليمن إلى جازان ومن ثم إلى جدة ومروراً بمكة إلى الرياض ثم إلى الاحساء. وزد على ذلك أنها مصابة بمرض الايدز. ثانياً: هل المبالغ الكبيرة التي يجمعها الوافد تتحول بكل سهولة إلى بلده؟ وهل يوجد حل لردع مثل تلك الأمور؟ ثالثاً: هل المشكلة تكمن فقط في هروب العمالة فقط وجمع الأموال من خدمة المنازل أم هناك مشاكل اخرى قد تظهر لنا مستقبلاً وهذا اجابته واضحة بكل تأكيد. رابعاً: كم تخسر الدولة من أموال تحول شهرياً أو سنوياً إلى بلدانهم نتيجة للافعال والأعمال الغريبة على مجتمعنا الذي أصبح العامل فيها اليوم متساهلاً بكل الأمور وضارباً الحائط بكل النظم والقوانين بل إن بعضهم يصبح له رأي خاص به يفرضه على أهل المنزل. الاسئلة للاسف كثيرة، والذي لدي أنا ككاتب لنتغلب على هذه الظاهرة لابد من تعاون دائم بين المواطن وإدارة الجوازات حتى لا نترك للعمالة مجالاً للتلاعب على حساب الناس وهذا لا يأتي الا عندما نكون يداً واحدة لصد تلك المشاكل وأنا عني يدي مرفوعة لكم من الآن. فبقي الخيار لك أنت أخي القارئ. لا أطيل عليكم.. أختم قصتي المتواضعة بأن وعدت أخي بأني لن أبرح من مدينة جدة حيث كنت موجوداً فيها تلك الفترة كاجازة.. وإذا وقعت عيني عليه يوماً سأمسكه وأتوسل اليه بأن يتحدث معك عن طريق الجوال لعله يتكرم ويعود لنا بسلام وسأقول له شخصياً بأن أختي الصغيرة تنتظرك عند عتبة الشارع منذ ذلك الوقت لتذهب بها إلى المدرسة فلعلك تعطف عليها بعودتك المشكورة.