يوجد هنالك اختلاف في تعريف النفاس طبي عنه شرعياً فمن الناحية الطبية يعرف النفاس بأنه الفترة التي تعقب الولادة وإلى أن تعود فيها الأجهزة التناسلية للمرأة إلى وضعها لما قبل الحمل وتستغرق هذه الفترة ما بين 6-18 أسابيع وتبدأ فترة النفاس بإفرازات دموية حمراء من أولها ثم تتحول إلى إفرازات مخلوطة بدم ثم إفرازات بيضاء وتختلف فترة نزول دم النفاس من سيدة إلى أخرى فقد تستغرق ثلاثة أسابيع وقد تطول أو تقصر وأحياناً قد تنقطع ثم تعود في فترات قصيرة ولذلك تختلف فترة النفاس وبالتالي الأحكام الشرعية المتعلقة بها. أما تعريف النفاس عند الفقهاء وعامة الناس فهو يختلف عما هو عليه في العرف الطبي فعند الفقهاء يعرف النفاس بالفترة التي ينزل فيها الدم والإفرازات بدون النظر إلى ما يحدث من تغيرات في الأجهزة التناسلية الداخلية التي شاركت في الحمل والنفاس يجب معرفة مدة النفاس من الوجهة الشرعية لأنه كما هو معروف فإن دم النفاس يحرم ما يحرمه الحيض كالجماع ويسقط ما يسقطه الحيض كالصلاة والصوم والطواف.. إلخ، ومن الناحية الشرعية نستدل بما حصل أيام النبي صلى الله عليه وسلم فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت «كانت النفساء تجلس على عهد الرسول أربعين يوماً» أخرجه الترمذي وأبو داود، وفيه أيضاً «ان امرأة ولدت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم تر نفاساً فسميت ذات الجوف» فقد اختلف الفقهاء في تحديد أقل مدة النفاس وأكثره وهم محقون في ذلك فالموضوع ليس سهل التحديد من الوجهة الطبية وذهب معظم الفقهاء ومنهم المالكية إلى أن لا حد لا قلة.