اطلقت المملكة منتصف ليلة الخميس عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين بهدف الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، وذلك بينما كان المتمردون الحوثيون قاب قوسين او ادنى من السيطرة على مدينة عدن الى لجأ اليها هادي واعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد. وتمكن الحوثيون المدعومون من ايران والمنتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية، منذ العام 2014 وحتى الآن من الانتشار بشكل مثير من معقلهم في صعدة الشمالية الى سائر انحاء البلاد. واحتل المتمردون صنعاء في سبتمبر مطيحين بجميع خصومهم ومستفيدين خصوصا من تحالف بات معلنا مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي يعد القوة الحقيقية خلف تحركهم بفضل نفوذه في المؤسسات الامنية والعسكرية. وبعد امتداد النفوذ الايراني الى العراق وسورية ولبنان، بات الحوثيون المدعومون من طهران يمسكون بزمام الامور في عاصمة اليمن، وبمتناولهم مضيق باب المندب الاستراتيجي. كما تزامن ذلك مع ازدياد امكانيات توصل طهران الى صفقة مع الدول الكبرى حول ملفها النووي. وتمكنت المملكة من تشكيل تحالف عربي- اسلامي قوي لدعم العملية التي تقودها في اليمن، وقد اعتمدت بذلك على نفوذها الكبير الذي تستمده من موقعها كأرض للحرمين الشريفين ومن كونها اكبر مصدر للنفط في العالم. وقد يساهم هذا التحالف في «اعطاء دفع» لانشاء القوة العربية المشتركة التي تبحثها الجامعة العربية في قمة شرم الشيخ. واضافة الى الشركاء الخليجيين، تعد مصر وباكستان والاردن والمغرب من اكثر الدول المستفيدة من دعم المملكة. وقال رئيس مرصد الدول العربية في باريس انطوان بصبوص إن المملكة «تحركت لمنع تحويل اليمن بكامله الى مستعمرة ايرانية، وقد استعانت بدول مدينة بالكثير لها». ويجمع المراقبون ايضا على ابداء الخشية ازاء احتمال استفادة المتطرفين المتحصنين في اليمن، سواء من تنظيم القاعدة او تنظيم «داعش» الذي ظهر مؤخرا في هذا البلد، من حالة الفوضى العارمة التي تعم البلاد. وقال المحلل خالد باطرفي في هذا السياق «اتوقع ان تنال جميع الجماعات الارهابية في اليمن نصيبها من عاصفة الحزم ولعلها فرصة مؤاتية لتخليص اليمن من الارهاب والارهابيين بضربة واحدة وإعادة اليمن الى دوره البناء في المنطقة العربية». مع السلطة الشرعية مع الحوثيين الخونة