توفي أمس عن 91 عاما رئيس وزراء سنغافورة السابق لي كوان يو، المهندس الرئيسي لتحويل البلد الصغير الى ابرز مركز اقتصادي في آسيا بعد ان حكمها بيد من حديد طوال ثلاثة عقود. وقال نجله رئيس الوزراء الحالي لي هسين لونغ الذي اعلن الحداد لمدة سبعة ايام في بيان ان "لي توفي بدون الم في المستشفى الحكومي امس. وكان لي كوان يو قد نقل الى المستشفى في الخامس من فبراير بعد اصابته بالتهاب رئوي حاد، واعلنت الحكومة الاسبوع الماضي ان حالته تدهورت كثيرا. وتوالت رسائل التعزية من العالم اجمع مشيدة بذكرى رئيس الوزراء الراحل الذي هيمن على الحياة السياسية في الارخبيل الصغير خلال نصف قرن وظل حتى النهاية من الشخصيات السياسية البالغة النفوذ في سنغافورة وجنوب اسيا. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما "كان عملاقا تاريخيا سيبقى بالنسبة للاجيال المقبلة باني سنغافورة الحديثة، واحد ابرز الاستراتيجيين في الشؤون الاسيوية". ولد رئيس الوزراء الراحل في 16 سبتمبر 1923 لعائلة من اصول صينية ووصفه امين عام الاممالمتحدة بان كي مون بانه "شخصية اسطورية في آسيا يتمتع باحترام كبير نظرا لمزاياه القيادية القوية ومكانته الرفيعة كرجل دولة". وكان لي اول رئيس حكومة في سنغافورة منذ العام 1959 بعد تخلص بلاده من الوصاية البريطانية وكان في الخامسة والثلاثين انذاك وظل في منصبه حتى العام 1990. وعرفت سنغافورة في عهده طوال ثلاثة عقود تطورا اقتصاديا مهما لتصبح احد "النمور الاسيويين" وتحول الارخبيل الذي يسكنه نحو خمسة ملايين نسمة مركزا اقليميا ماليا وسياحيا يتميز بالتكنولوجيا المتطورة وخصوصا في مجال الصحة. وقال الخبير في شؤون سنغافورة ديريك دا كونها لفرانس برس ان "لي كوان يو ارتقى بسنغافورة الى مكانة دولية تفوق حجم" الارخبيل الذي تقل مساحته عن مدينة برلين. وفي كتاب نشره العام 2013، اقر لي الذي احزنته وفاة زوجته في 2010 والتي انجب منها ثلاثة اولاد بشعوره بالضعف متمنيا موتا سريعا. وكتب في حينها "هناك نهاية لكل شيء واتمنى ان تكون نهايتي باسرع وقت ممكن وباقل ما يمكن من الالم".