في مهدها كشمس في كبد السماء تضيئها.. تفتح فمها الصغير بين برهة وأخرى ضاحكة.. ملائكة تدغدغها.. تفتح عينيها.. ابتسامتها بريئة صافية.. آخذها بين ذراعي، قطعة من حرير رطب بين يدي، ناعمة، صغيرة، جميلة، هي الحياة، هي الحلم.. تنظر لكل شيء بذهول، كل شيء غريب يدي، المرآة، المفتاح، نظرة الحياة الأولى، أضمها في صدري.. آه ه ه ه ه.. أشعر بدقات قلبها الصغير تدق مع دقات قلبي، كل ما في الكون يذوب بين دقات القلوب المتلاصقة.. أضعها على ركبتي.. اداعب أنفها الصغير، تحاول الامساك باصبعي، يميناً ويساراً أحركه، وهي تحاول بكلتا يديها، اعطيه لها فتضحك كأنها انتصرت عليّ.. تضحك وأضحك، تفنى بيننا الساعات كأني في حلم، لم اشعر إلا أني اصبحت جزءاً من كيانها، واصبحت هي كل كياني.. لكن يبدو أن الوقت طال بيننا، انقلب اللعب والضحك بكاء.. لكنه بكاء صاف لم يعرف من قسوة الحياة، بكاء لا يرنو إلا إلى رشفة من ثدي أم.. احاول ان اضمها إلى قلبي كي نعود لما كنا فيه، لا أريد ان أصحو من حلمي، لكن لا حيلة في عناد الجوع.. جاءت يد أخرى تأخذها مني، فاستسلمت لها، كأن شيئاً ما كان بيننا.. انها يد أمها. ------- ٭ قاصة من مصر