في يوم العيد وتحديداً قبل صلاة العيد ايقظه ابوه.. هيا يا حازم لقد تأخرت عن وقت الصلاة. قال حازم لابيه: أي صلاة ياأبي؟ قال الأب: انسيت، اليوم العيد لقد انتهى شهر رمضان.. هيا بسرعة خذ ملابس العيد من غرفة النوم.. لقد نسيت ان اخبرك.. احضرتها البارحة لك ووجدتك نائما فلم اوقظك. ذهب حازم مسرعا فرحا الى غرفة النوم.. واخذ يلبس ملابسه.. عادت به الذاكرة الى العام الماضي.. تذكر امه عندما كانت تقوم بتلبيسه.. في نفس الوقت والمكان.. اغرقت عيناه بالدمع.. نزلت دموعه.. قطرة.. قطرة. اكمل اللبس بصعوبة.. اخرج منديلا من جيبه ومسح دموعه وحاول اخفاء اثار البكاء والحزن. نظر اليه والده ولاحظ احمرار عينيه.. فقال والده له: ادع لها بالرحمة. فقال حازم: امي يا أبي لا تعوض اجهش بالبكاء.. قال أبوه: انت رجل يا حازم.. البكاء ليس من طبع الرجل.. امسح دموعك لكي لا يراك اصدقاؤك.. استقلا السيارة وذهبا الى المسجد.. دخل حازم وابوه المسجد.. اختار حازم احدى الزوايا البعيدة في المسجد بعيدا عن الناس.. صلى ركعتين.. تحية المسجد.. رفع يديه الى السماء.. دعا لامه بالرحمة والمغفرة.. نظر الى الاطفال من حوله وجدهم يضحكون ويتجاذبون الحديث.. قال حازم لنفسه الكل مسرور إلا أنا.. كلهم لديهم امهات.. بعد انتهاء الصلاة تمالك حازم نفسه وتجلد بالصبر.. قام بالسلام على اصدقائه.. ثم اتجه الى مكان المعايدة.. واخذ يسلم على اهل القرية، ثم ذهب وابوه الى بيت اخواله.. سلم عليهم جميعا.. اخذ يلعب مع ابناء خالاته وبعد انتهاء اللعب اتجه الاطفال الى امهاتهم.. ماما اعطيني نقودا.. ماما ماما.. ترددت الكلمات كثيرا من كل الاطفال.. الا حازم.. حتى اجهش بالبكاء وبدأت دموعه تغرق خديه واخذ يصرخ لا يتم الفرح الا بوجودك يا امي.