أعلنت سلطات فانواتو أمس الأحد حال الطوارئ في عموم الأرخبيل الذي اجتاحه إعصار دمر قرى بأكملها في واحدة من أسوأ الكوارث الناجمة عن الأحوال الجوية في المنطقة. من جهته، اعلن رئيس وزراء توفالو ان الاعصار الحق أضرارا كبيرة بهذا الارخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ. وقال اينيل سوبواغا لاذاعة نيوزيلندا الدولية ان الارخبيل الذي يتألف من تسع جزر غنية بالمرجان ويبلغ عدد سكانه 11 الف نسمة اصيب باضرار كبيرة. واضاف ان "45 بالمئة من سكان توفالو يعيش معظمهم في جزر بعيدة تضرروا بشكل خطير"، موضحا ان المياه جرفت منازل ومزارع في الارخبيل الذي يبعد حوالى 1550 كلم عن فانواتو. واكد المكتب الوطني لادارة الكوارث في فانواتو مقتل ستة اشخاص في الاعصار بينما تحدثت الاممالمتحدة في معلومات غير مؤكدة عن سقوط 44 قتيلا في واحد فقط من الاقاليم الستة في فانواتو احدى افقر دول العالم. لكن بسبب انقطاع الاتصالات في الارخبيل الذي ما زالت اجزاء كبيرة منه معزولة عن العالم، كان من المستحيل تقييم الخسائر البشرية للكارثة بعد 48 ساعة على مرور الاعصار بام الذي صنف في الدرجة الخامسة (الاقوى) ورافقته رياح بلغت سرعتها اكثر من 300 كيلومتر في الساعة. وسقط القتلى الستة في العاصمة بورت فيلا حسب المكتب الوطني للكوارث الذي قال انه يتوقع ان ترتفع حصيلة الضحايا. وتحدثت وكالات العمل الانساني التي تنتظر امكانية ارسال مساعدة الى الارخبيل، عن دمار هائل من زوال قرى باكملها الى انهيار منازل الى جانب الاشجار التي اقتلعتها الرياح والطرق التي قطعت. واعلنت منظمة اوكسفام الانسانية ان الاعصار بام ادى الى تضرر ما يصل الى تسعين بالمئة من المساكن في العاصمة بورت فيلا. لكن لا يمكن تحديد الخسائر بدقة قبل وصول معلومات عن الوضع في ابعد الجزر في الارخبيل. وقال كولن كوليت فان روين مدير فرع اوكسفام في فانواتو ان "هذه ستكون على الارجح احدى أسوأ الكوارث على الاطلاق في منطقة المحيط الهادئ وحجم الاحتياجات الانسانية سيكون هائلا"، مؤكدا ان الاعصار اتى على "مجتمعات بأكملها". من جهته، صرح توم سكيرو مدير المنظمة الانسانية "سيف ذي تشيلدرن" في فانواتو انه "مشهد لدمار كامل هنا". واضاف سكيرو الذي كان يتحدث من عاصمة فانواتو بورت فيلا ان "البيوت مدمرة والاشجار كسرت والشوارع مغلقة والناس يجرون في الشوارع بحثا عن مساعدة". واكدت كلوي موريسون الناطقة باسم المنظمة غير الحكومية "وورلد فيجن" والموجودة في بورت فيلا "نرى منازل وقرى باكملها اختفت بالكامل". واضافت ان "هذه المنازل كانت هشة ولا يمكنها الصمود في وجه اعصار من الدرجة الخامسة". واضافت ان اكثر من الفي شخص لجأوا الى مراكز ايواء في بورت فيلا. ووصفت اليس كليمنتس مسؤولة الاتصالات في صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسف) في المكان مرور الاعصار بام الذي صنف في الدرجة الخامسة وهي العليا بانه "15 او ثلاثون دقيقة من الرعب". واضافت "لدينا معلومات غير مؤكدة عن ضحايا في ابعد الجزر لكننا ننتظر تأكيدا رسميا". وتابعت المسؤولة نفسها ان الدمار الذي خلفه الاعصار فاق باضعاف ما كان يتوقعه خبراء الارصاد. وقالت "رأيت ابواب الفندق حيث امكث والمؤلف من ثلاث طبقات وقد خلعت من مكانها بالكامل. كان امرا مروعا". واوضحت ان "الناس ليس لديهم ماء ولا كهرباء والوضع سيئ جدا". واضافت ان "الناس يلتقطون الثمار التي وقعت ارضا ثم سيتناولون الجذور وبعد ذلك لن يكون لديهم اي شيء". واكدت اوغستين غاراي التي تعمل في منظمة الصليب الاحمر في فانواتو ان "الاحتياجات للمساعدات الانسانية هائلة". ووجه رئيس هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 270 الف نسمة، السبت نداء للمساعدة الدولية. ووعدت بريطانيا بتقديم مليوني جنيه استرليني (2,8 مليون يورو) تضاف الى مليون يورو من الاتحاد الاوروبي و700 الف يورو من نيوزيلندا، فيما اعلنت استراليا عن مساعدة بقيمة خمسة ملايين دولار استرالي (3,6 ملايين يورو) وابدت استراليا استعدادها للمشاركة فورا في عمليات الانقاذ. من جهته، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان السلطات الفرنسية "ستلبي طلبات المساعدة التي تتقدم بها فانواتو". واعلن مسؤول ان طائرة عسكرية فرنسية محملة بمواد اغاثية اقلعت الاحد من نوميا في كاليدونيا الجديدة متوجهة الى فانواتو لمساعدة الارخبيل. كما ينتظر وصول فريق من الاممالمتحدة خلال نهاية الاسبوع فيما تأمل الوكالات الانسانية البدء بإلقاء مساعدات عاجلة من الطائرات اعتبارا من الاحد مع اعادة فتح مطار بورت فيلا. سكان محليون يحملون ما تبقى من متاعهم بعد أن شردهم الإعصار (رويترز)