استحوذ موضوعا الأمن والإرهاب على نصيب الأسد من تعليقات المشاركين في منتدى "كرانس مونتانا" بمدينة الداخلة الواقعة داخل الأقاليم الصحراوي المغربية. وفي ندوة بعنوان "تعزيز الحوار بين آفريقيا والمغرب العربي وآوروبا: ضرورة ملحة" قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان إنه قد آن الأوان لفتح "حوار سياسي" يقود إلى إنهاء نزاع مؤلم حول الصحراء دام لنحو 40 سنة. وأضاف "يتعين علينا أن لا ننسى هنا في الداخلة الضرورة الملحة التي بات يكتسيها فتح حوار سياسي بعد 40 سنة من النزاع المؤلم حول قضية الصحراء" مضيفا أن هذا المنتدى "هو بمثابة رسالة من أجل العمل، بدعم من الأممالمتحدة، على تعميق المسار السياسي ومواصلة التطور الاقتصادي والانفتاح على العالم". وشدد دوفليبان على أنه "في هذه الظرفية المضطربة وغير المستقرة، لن يكون بمقدور أي أحد الاقتناع أو حتى القبول بوجود نزاعات في وضعية جمود"، مشيدا في الوقت نفسه بجهود المغرب في ترسيخ نموذج للتحول والاستقرار قل نظيره في المنطقة. وركزت أغلب التدخلات خلال المنتدى على الإشكاليات الكبرى التي تعوق التنمية بالقارة الإفريقية، وعلى رأسها المخاطر التي برزت على السطح بشكل كبير في السنوات الأخيرة والمتمثلة في الإرهاب وتنامي المنظمات الإجرامية والاتجار في المخدرات وتهريب البشر. واعتبر جل المتحدثين أن الفاعلين في القارة الإفريقية، وكذا المنتظم الدولي، بات لزاما عليهم التنسيق والتعاون من أجل التغلب على هذه المخاطر المحدقة. واختتمت، أول أمس السبت، بمدينة الداخلة أعمال منتدى "كرانس مونتانا" بمشاركة ممثلي 112 بلدا. وحضر هذه التظاهرة العالمية، التي انعقدت تحت شعار "إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب- جنوب"، عدد من كبار المسؤولين من المغرب ومن عدد من الدول الإفريقية، وصناع قرار ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، وخبراء اقتصاديون، ورجال أعمال من دول مختلفة.