كَتبْتُ العديد من المقالات في السابق عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ إن كان أميرا لمنطقة الرياض، وأكدت فيها، كما أكد غيري، أن سلمان بن عبدالعزيز هو رفيق الإعلام وصديق الصحفيين في كل الأوقات. الكل يتحدث عن رؤيته الإعلامية ومتابعته اللصيقة وتوجيهاته السديدة في سبيل إعلام نيّر يحاكي الواقع بكل مصداقية ويسهم في دعم مسيرة الخير والنماء في بلادنا العزيزة. اليوم وسلمان على قمة الهرم في قيادة المملكة وتصريف شؤونها نراه يعود ليؤكد من جديد أهمية الإعلام والإعلاميين ودورهم في دعم الجهود التي تبذل في المملكة في كافة القطاعات لتوفير الخدمة لكل محتاج لها ورسم صورة صادقة عن مدى النمو والتلاحم الذي تعيشه البلاد ومواطنوها. في كلمة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة للمواطنين لم يغب عنه حفظه الله أن يُخصص جزءا من هذه الكلمة السامية للحديث عن دور الإعلام، وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، في دعم العديد من الشؤون المحلية والعالمية وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي وإيصال الحقائق، وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع. الملك سلمان – حفظه الله – أشار في كلمته إلى عدد من المناحي التي لابد لكل إعلامي وإعلام هادف أن يضعها في اعتباره ويعمل على خدمتها، ومن هذه المناحي : الوحدة الوطنية وبناء الدولة. خدمة الحرمين الشريفين وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكهم في يسر وسهولة. التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في جميع المرافق. تحقيق العدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم في إطار نظم الدولة. التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شانه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة. إنها نظرة واقعية ودعوة لإعلامنا المحلي اليوم تشير إلى الحاجة الماسة ليبذل هذا الإعلام مزيداً من الجهود لتحقيق رؤية القائد، وتزداد هذه الحاجة يوما بعد آخر كون الإعلام إحدى الوسائل الأساسية للتعريف والتثقيف والدفاع عن وجهات النظر الصائبة. دولتنا وشعبنا بحاجة إلى وحدة وطنية متماسكة تكتنفها مشاريع البناء والتطوير من كل ناحية. خدمة الحرمين الشريفين واجب تفخر به هذه البلاد المباركة وقيادتها، ومن ينظر إلينا من الخارج عبر وسائل إعلامنا عليه أن يتعرف إلى ما يبذل من جهود في هذا المجال تفوق التصورات والتوقعات. لا داعي لأن تكون شاشاتنا وصفحات مطبوعاتنا أرضا خصبة للنزاعات القبلية والطائفية وسط ظروف وتطورات عربية وعالمية يكتنفها الغموض وتنذر بالتخوف من الزعزعة والقلاقل . إعلامنا، كما يقول قائدنا لابد أن يتصدى لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة واستذكار ما حققه الآباء والأجداد من تلاحم ووطنية سامية. إنها رؤى إعلامية ثاقبة من قائد يراقب بعين ثاقبة كل ما يجري داخل بلادنا وحواليها، ويدرك حفظه الله الدور الكبير الذي يمكن للإعلام القيام به لتحقيق كل الأهداف السامية لبلد التوحيد (المملكة العربية السعودية).