قبل عشر سنوات زارني صحفيان كبيران من الولاياتالمتحدة، وهما «فريد زكريا» و«نيكولاس كريستوف»، وكانا قد قاما بجولة طويلة إعلامية وميدانية في المملكة.. وعند لقائي بهما استمعت لكثير من الحديث الإيجابي عن المملكة، وبعد عودتهما للولايات المتحدة كتبا تقارير إعلامية سلبية جداً.. وتفسير ذلك في نظري أن مؤسساتهم الإعلامية لا تسمح لهم بكامل حرية وحيادية مقابل الأجر العالي وجزالة النجومية المعطاة لهم.. نعم توجد حرية هناك في قانون الإعلام، لكن في التطبيق يظهر المال اليهودي ليشكل وجهات النظر كما يراها، وترون كبرى الصحف الأمريكية تصف إسرائيل بالدولة الوحيدة الديموقراطية في الشرق الأوسط برغم انتخاب الرئيس التركي والمصري والتونسي، ويستخدم هذا العنوان الديموقراطي لإسرائيل لتجميل وجهها الدموي ورؤساء وزرائها المنتخبين؛ ولكن الملطخ تاريخهم بجرائم الإرهاب مثل شارون وشامير وباراك وغيرهم.. مؤخراً تجنّت منظمات حقوق الإنسان على المملكة العربية السعودية، وبلغ التطاول على نظامها القضائي في تشكيك كفاءة قدرات القضاء وكفاءة نزاهته.. مَنْ ينظر للعالم يرى الفظائع التي تُرتكب من إسرائيل بحق شعب أعزل دون تنديد هذه المنظمات.. وهذا تأكيد للقناعة بأن إسرائيل فوق سلطة وتقييم المنظمات الدولية والإعلام إلى حد كبير.. أليست هي الدولة التي يهاجم رئيس وزرائها السياسة الأمريكية في الكونغرس وسط تصفيق الأعضاء؟! المملكة لها تاريخ إنساني لا يُنكر بإحياء حوار الأديان وجزالة إغاثة الشعوب المنكوبة مثل الأشقاء في سوريا، بل تمتد إنسانية المملكة لدعم دول غير صديقة في حالة الضرورة الإنسانية مثل إيران حينما ضربها زلزال عام 99م.. من ذلك تتأكد القناعة بعدم مصداقية هذه المنظمات والحملات الإعلامية المنحازة والتي تستخدم من الدول العظمى للضغط علينا؛ خصوصاً مع التماسك العربي بين دول الخليج ومصر.. ولكن المملكة ماضية في سبيل رفع مستوى كفاءة قدراتها والحفاظ على سلامة التماسك الخليجي المصري، وعدم تجاهل المجتمع الدولي.. كما ذكر خادم الحرمين - حفظه الله - بأن المملكة سوف تحترم جميع المعاهدات الدولية والسعي دائماً لتحقيق السلام العالمي.. من جهة أخرى، لا ننكر بأن علينا أن ننظر دائماً إلى المستجدات وما يحتاج قضاؤنا إياه من تطور كفاءة قدراته لما يخدم المواطنين والمواطنات بما لا يخالف الشريعة الإسلامية، وتحسين الرقابة والأنظمة كما وجّه بذلك خادم الحرمين - أيده الله - للخير ودحر المتربصين.. لمراسلة الكاتب: [email protected]