قال نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر في تصريح ل"ثقافة اليوم": معرض الرياض الدولي للكتاب، ليس معرضاً لبيع الكتب وحسب، فما هذا إلا جزء بسيط من هذا المحفل الدولي، إذ إن المعرض فعالية ثقافية على المستوى الوطني، والعربي، والدولي من خلال ما نحرص عليه في حضور "الدولية" في هذا المحفل من خلال موازنة تمكنها من أن تكون دولية المعرض متحققة ما بين 40-50 % من دور النشر المشاركة في هذه الدورة، ولا يمكن أن نحرم الناشر السعودي من المشاركة، إلا أن هناك معيارية، لتصنيف دور النشر صراعات «الوجاهة» من قبيل «أنا موجود» ويجب ألا تخرج عن قيم المثقف السعودي! المحلية، فنحن نفتش عن الناشر المحلي الجاد. وعن تقديم معرض الرياض بالمفهوم "الشمولي" للثقافة التي يعد مرتكزها "الكتاب" أكد الجاسر أن البرامج المصاحبة للمعرض، من برنامج ثقافي، وورش، وحلقات تدريبية، وفعاليات للأسرة، وجناح خاص بالطفل، إضافة إلى الفعاليات التي يقدمها "المجلس الثقافي" المقام بمركز المعارض، وفعاليات "المساء الثقافي" الذي يقام عادة في مقر سكن ضيوف المعرض، مشيراً إلى أن هذا الحضور الثقافي الذي يحيط بحضور الكتاب، يضفي تنوعا وشمولية في تقديم كل ما يتناغم ثقافيا مع مختلف شرائح زوار المعرض. ولم يخفِ الجاسر، ما تمثله المساحة المحدودة لمركز المعارض للمؤتمرات، أمام الناشرين، والزائرين، إذ وصفها بأنها المشكلة التي صاحبت معرض الرياض الدولي من دورات سابقة، مشيرًا إلى أن الوزارة تلقت ما بين 1600 - 1800 طلب من الناشرين، ولم تتمكن من استيعاب سوى 920 ناشراً، تم استيعابهم بإضافة الخيمة المجاورة لصالة العرض الرئيسة، لجنة المشورة اقترحت 100 عنوان.. والنقد لا يزعج تطلعاتنا التي استوعبت العديد من دور النشر، ومنصات التوقيع التي وصل عددها في هذه الدورة إلى "8" منصات. وأضاف د. الجاسر، أن لجنة المشورة بدأت اجتماعاته قبل ثلاثة أشهر من افتتاح المعرض، التي توصلت إلى العديد من الرؤى الجديدة، ليتم بعد ذلك تشكيل اللجنة الثقافية للبرنامج الثقافي، حيث تم فرز ما بين 85 – 100 موضوع توصلت من خلالها اللجنة الثقافية إلى صياغة البرنامج الثقافي، مؤكدا أن البرنامج الثقافي يعكس الشعار نفسه، "الكتاب.. تعايش" الذي حرصت الوزارة من خلاله - أيضا - على تحقيق رؤية التعايش من خلال عدة مسارات في هذه المناسبة الوطنية. أما عن أبرز ما ينتظره زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، فقال الجاسر: "هناك رصد لمختلف الجوانب، وفي هذا العام أطلقت الوزارة فكرة "لجنة القياس والاستطلاع" لنتعرف على آراء زوار المعرض، وملاحظاتهم ومقترحاتهم"، مردفاً قوله: "وبما أن معرض الرياض يعد الأعلى في القوة الشرائية للكتاب مقارنة بالمعارض العربية بلا منازع"، مؤكدا أنه سيتم تطبيق نظام الشراء عن طريق "الباركود" في الدورة القادمة. ومضى د. الجاسر في حديثه قائلا: "ما أتمناه أن يكون هناك في المستقبل "مركز ثقافي" متكامل، يخدم كافة الفعاليات الثقافية، ويكون مهيئاً - أيضا - لإقامة معرض الكتاب به، ودائما عندما نفكر في مثل هذه المشاريع الثقافية، فعلينا أن ننطلق في تصوراتنا من تكوين البنية التحتية للمؤسسات الثقافية؛ ليكون لدينا مراكز تقدم المناشط الثقافية المتكاملة، ومنها الكتاب، والمسرح، والمكتبات، وغيرها من قنوات ومهرجانات الثقافة المختلفة". وعن فكرة إنشاء إدارة مستقلة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، أوضح د. الجاسر، أنها فكرة جيدة متى ما توفر لها ما تحتاجه من إمكانات كبيرة، يأتي في مقدمتها الحاجة أيضا إلى قوة بشرية من الموظفين، موضحًا أن الوزارة تسعى من خلال عدم استحداث إدارة مستقلة بالمعرض، إلى الاستفادة من عامة موظفي الوزارة، الذين يشارك منهم في هذه الدورة من المعرض 850 موظفاً، الذين يتم تشكيلهم في لجان تتقاسم مهام الإعداد والتجهيزات لهذه المناسبة، إلى جانب استدعاء موظفين للوزارة من مناطق أخرى، ومن المكتبات، ومن المتطوعين من قطاعات مختلفة. وبين قطبي مقولة الإقبال على "القراءة" والإقبال على "الاقتناء" أكد الجاسر أن من يصف الإقبال الكبير على معرض الرياض للكتاب، ليس مؤشراً على حجم الإقبال الكبير على القراءة، فكأننا نقول هو إقبال على الاقتناء، ومن ثم شراء الكتب لمجرد وضعها ديكورا! أو كأننا نقول: الإنسان السعودي يقتني ولا يقرأ! بل إن هذا يؤكد أن الكتاب الورقي لا يزال له قيمته وأهميته، إلى جانب وجود الكتاب الإلكتروني. وختم د. الجاسر تصريحه قائلاً: "نحن نحتاج إلى أن ننقد، ولا يضيرنا أن يكون هناك نقد للمعرض وفعالياته، فنحن نسعى إلى الاستفادة مما نجده نقد بناء، وإذا ما كان المعرض عبر فعالياته الثقافية يكشف عن بعض الصراعات بين تيارات معينة، وهذا بالنسبة للوزارة مما لا بأس فيه، إلا أن ما قد يحدث من صراعات متى ما وجدت، فيجب ألا تخرج عن أخلاقيات المثقف السعودي، وأخلاقيات الثوابت التي نعرفها، فلك أن تختلف معي، ولك أن تنتقدني، بعيدا عن الانتقاد من قبيل إثبات الوجاهة، أو أنا موجود، لكون الانتقاد مما لا يخيفنا ولا يزعجنا، فمعرض الكتاب قائم على المثقفين والمثقفات في المملكة، وليس على موظفي الوزارة، إذ هم منفذون". د. عبدالله الجاسر