لا يمكن أن نرقى بالمجتمع إلا بجعل النظافة احدى مسؤوليات المجتمع. ويعمل في مدينة الرياض حسب احصائية أمانة المدينة قرابة 3500 عامل، يقومون بخدمة الكنس والتقاط الأوراق والمخلفات من الطرق والأحياء. إلا أن هناك سلبيات لشريحة من المجتمع إما أنها لا ترى ذلك، أوأنها عديمة المسؤولية وقالوا إنهم في سنغافورة يفرضون غرامة باهظة على كل من يرمي حتى ورقة صغيرة في أماكن غير مخصصة. وعندنا بعض السلبيات التي نحب أن نتعامى عنها وهاكم مثلا. في شارع عمر بن عبدالعزيز في الملز وقرب المستشفى الوطني شاهدت - ذات مرة - مركبة فخمة ضخمة...! وفيها في مقعد القيادة رجل طفق يمزق أوراقاً أمام احدى المصارف، ويرمي قصاصات ورقه في الشارع. ويبدو أنه كان خارجاً من المصرف. كذلك تبدو عليه نظافة الملبس وتعديل الغترة، كذلك حذاؤه الخارج من جانب السيارة، ذو شكل استثنائي...! فهو نظيف..! بقدر ما استطاع. مررت من جانبه وبدأت في جمع القصاصات وقلت له: دعنا نساعد البلدية وبدأ عليه الخجل. أقول إن هذا الخجل لم يظهر «قبل رميه الأوراق...!» ولكن «بعد» أن رمى الأوراق ووجد من يلومه. لنتصوّر أن الفرد الواحد في مدينة الرياض «ينتج معدلاً يصل إلى مائة وخمسة كغم من النفايات في اليوم الواحد بينما المجتمعات الأخرى حتى في البلدان الأقل نمواً ينتج فقط 0,5 كغم أو أقل. ولم تقصّر ا لأمانة من جانبها حين وضعت أكثر من 180 ألف برميل لجمع النفايات بالاضافة الى عشرة آلاف حاوية بمختلف الأحجام. بينما في مدينة طوكيو - مثلا - والتي يسكنها أضعاف سكان المملكة لا يوجد برميل واحد..! تحتاج النظافة إلى مساهمة كل فرد.