لعل ما يتفق عليه جميع المتابعين والمهتمين في النشاط الرياضي بصفة عامة وكرة القدم بصورة خاصة مقدار الشعبية الهائلة والمميزة التي تتمع بها بكرة القدم، وحسب الدراسات العلمية الحديثة تظهر وجود فجوة كبيرة بين شعبية كرة القدم والالعاب الأخرى، وتحتل كرة القدم المركز الأول دائما وبنسب تتجاوز 70 بالمئة عن أقرب رياضة لها وتلك النسبة تشمل كذلك التغطية الاعلامية والاهتمام بالاخبار. والمقياس الحقيقي المعتمد سواء لحجم الدوري وشعبيته بين دوريات المحترفين عالميا أو على مستوى المقاعد المعتمدة من (الفيفا) هو اعتماد مقدار الحضور الجماهيري كأحد أهم المعايير التي يقاس بها ذلك مدى قوة ذلك الدوري وقدرته على جذب الجماهير لمتابعته، و(الفيفا) كثيرا ما يستخدم الحضور الجماهيري كأسلوب لعقاب الاندية كأن تحرم من حضور الجماهير في المباريات أو أن يفرض على النادي غرامات مالية لقيام فئة من جمهوره بسلوكيات غير مقبولة. ولعل ما يجب أن يكون من أولى اهتمامات الادارت هو راحة هذه الجماهير وتقديم التسهيلات لها وجذبها لمتابعة مباريات أنديتهم، وعلى الرغم مما صرحت به الرابطة خلال الفترة الماضية مرات عدة حول موضوع تسهيل شراء التذاكر للجماهير عبر الشبكة العنكبوتية وتسهيل الدخول عبر البوابات الالكترونية وضمان المقعد لكل مشجع أسوة بما هو معمول به في ملاعب اوروبا، إلا أنه لم يتم تطبيق ذلك إلا على عدد بسيط جداً من ملاعبنا، ولايزال المشجع الذي يحضر قبل ساعات عدة يعاني من أجل أن يحجز مقعدا وهذا فقط من ناحية آلية شراء التذاكر وتنسيق الدخول للملعب. أما فيما يخص بيئة الملاعب الحالية فإنها ما زالت غير مرضية لكثير فعند ذهابك لها ستشعر بمقدار المعاناة منذ بحثك عن موقف لسيارتك مرورا ببوابات الدخول والحصول على مقعد مناسب لك ولمن معك من مرافقين، ومن ناحية أخرى لا تزال الخدمات المقدمة داخل سور الملعب للجماهير معدومة تقريبا فلم يتم لحد الآن الاتفاق مع إحدى شركات الاغذية الكبرى لفتح فروع صغيرة لها داخل الملاعب على الرغم من ذكر ذلك الامر من قبل الرابطة في أكثر من مناسبة، مجرد أكشاك صغيرة لا تلبي الحاجة مقارنة بالطلب بالاضافة الى قلة الجودة فيما يعد من أطعمة ومشروبات! ويمكننا القول إن المشجع هو مستهلك رئيس لتلك الخدمة وعميل للاندية وللرابطة ولابد من الاخذ بالاعتبار سلوكه وعوامل الجذب والتنفير عند تقديم تلك الخدمة له وما هي القيمة المضافة التي سيتمتع بها المشجع عند دفعه السعر على الرغم من بساطته، وبالتالي فإنه يتوجب على إدارات تلك الاندية مراعاة الجوانب المهمة جداً للجماهير والبعد بشكل قطعي ونهائي عن التصريحات التي من شأنها أن تؤدي الى عزوف الجماهير عن حضور المباريات في المستقبل القريب إذا ما شعر الجمهور بأن إدرة الاندية لا تهتم به أو أنه غير مرحب به. وكما يعلم الجميع أن الجمهور هو المحرك الاساسي لكرة القدم وهو المعيار الذي يقاس به نجاح إدارة الاندية والرابطة فكلما زاد عدد الحضور داخل الملعب كان ذلك دليل على نجاح الدوري والشواهد على ذلك كثيرة لعل أهمها المقاعد الاربعة في دوري أبطال آسيا التي من الممكن أن نفقد أي منها في حال قل الحضور الجماهيري، لذا لابد أن تضع إدارات الاندية جميعها على عاتقها أولية رضا الجماهير سواء كأداء أو نتائج داخل الملعب أو خدمات وتسهيلات في أثناء المباريات والأهم من ذلك أن يشعر المشجع أنه حجر الزاوية ومحور الاهتمام الأول. * كاتب وأكاديمي