في خطابه الوافي لشعبه أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برنامجه في الحكم بمفردات أشبه بالقواميس.. تقرأها عدة مرات فتصل من خلالها إلى معظم تلك الخطوط العريضة والمتسعة في مفهومها والتي كلها تؤدي إلى المواطن وهو روح الوطن.. والركيزة الأساسية للبناء والتنمية..!! ربما نتجاوز مسمى خطاب.. أو إعلان برنامج حكم قوي يلامس أحلام المواطن ويدفعه إلى التحرك والتيقظ بأنه بالإمكان تحقيق ذلك في ظل أن هذا الوطن في أيدٍ حكيمة وجلّ اهتمامها بالوطن والمواطن.. ما قاله الملك سلمان هو «وثيقة تاريخية» تستحق الحديث عنها صفحات متعددة ولكن ينبغي أن نقرأه بتأنٍ واهتمام خاصة وأن أغلب محاوره تفتح أبواب المستقبل وتمنح الحقوق الأولوية القصوى سواء حقوق المواطن الفرد أو حقوق المملكة كدولة لها سيادتها..!! خطاب المسؤولية تكثفت ملامحه بما يدعم بناء هذا الوطن.. ويخدم مصالحه.. ويثبته على طريق التنمية والسير بقوة إلى الأمام من خلال فهم أن الوطن والمواطن وجهان لعملة واحدة.. كما يراها الملك سلمان وهو القيادي والإداري المتمكن والقارئ لصفحات الوطن بوعي وفهم وجزالة معرفة منذ عقود طويلة.. وبدون المواطن الجاد والباحث عن التميز لن ينهض الوطن.. ولن تتحسن مخرجاته..!! خطاب المسؤولية وخطاب الملك المتفهم والذي ارتأى أن يناقش كل مايخص المواطن بشموولية وحرية معلومة في عبارات صريحة وواضحة تستحق أن تُناقش كقيمة حضارية ومرجعية ذات وجوه متعددة.. أمام المواطن.. كصورة مقروءة بوضوح أيضاً.. هو خطاب الحقوق الخاصة بالمواطن.. توقف أمامها ولامسها واستقرأ طياتها.. لأن هذه الحقوق تشكل الجزء الأهم في الإصلاح.. سواء الإصلاح التنموي أو الإصلاح الاقتصادي.. ! يبدأ الملك سلمان عصره وهو يقف على باب المعلوم.. ويمسك معه بيد المواطن.. يستطلعه على الجسر الممتد وأنه المسؤول عن البناء واستكمال ما ينبغي أن يكون.. في ظل أننا دولة تنطلق نحو المستقبل بآمال تمتد إلى الأفق.. وركض تنموي لا يتوقف.. ولكن قواعدنا كدولة ثابتة ومنهجنا لا يتغير.. وقاموس تعاملنا مع الآخر كماهو وكما رسمه وصاغه المؤسسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.. لنا سيادتنا التي لا نقبل المساومة عليها وأيضاً لا نتدخل في شؤون أحد ونحترم كل المعاهدات والاتفاقات الدولية.. ولا نقبل أن نزايد على أحد.. أو يتدخل أو يزايد أحد علينا..!! أن تحلم كمواطن فهذا مشروع ولكن ماهي حدود هذاالحلم؟ قد تحمله في حقيبتك وتغرق في تفاصيله ولكن ستفتح الحقيبة وستتوقف على حدود الحلم لا تلامس الواقع وتستسلم للمعطيات الجديدة والتي عليك أن تقرأها متيقظاً.. فماحمله خطاب الملك سلمان يفرض الحقائق على الأرض.. فيما يخص المواطن الذي يعرفه الملك سلمان جيداً لعقود طويلة استمع فيها إليه وهو ما أكده في خطابه»الاستماع من أمراء المناطق للمواطنيين».. هذا الاهتمام المشغول بالإنسانية يربط بأشكال عديدة ملامح المرحلة كمزدوج بالمواطن ويدعوه أن يكون حاضراً متمكناً من أدواته.. قاموسه العمل الجاد والإحساس بالمسؤولية لأن الأوطان لا تسير بخطى ثابتة إلا بقدرات مواطنيها وبمقدراتها وأبرزها الإنسانية والاقتصادية.. على المواطن أن يدرك أنه القيمة الحقيقية للوطن كما قال مليكه.. لكن هذه القيمة معطلة إن لم تعمل وتسلك السياق الذي يحقق لها الأولوية.. مقابل أنّ للمواطن حقوقه ولعل أهمها «تحقق العدالة» لكل مواطن دون استثناء والتصدي لدواعي الفرقة والقضاء على تصنيف المجتمع بما يضر الوحدة.. وأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات.. هذه الكلمات تحتاج إلى سياق مقالي آخر لأنها تلامس البعض ولأن الملك استشعر أن هناك من يحاول تقسيم أبناء هذا الشعب بحساباته وتفكيك الوحدة الوطنية التي ظلت متماسكة ومترابطة ويظهر ذلك في أحلك الظروف التي عبرنا منها.. رائعة هذه العبارات التي تطالب بقبول الآخر وعدم النيل من رصيد شخص طالما كان متمتعاً بحقوق المواطنة..!! ثم ان التيسير على المواطنين كان من أبرز سمات الخطاب ولعل توفير سبل الحياة الكريمة للمواطن من خلال الإسكان والخدمات الصحية المتخصصة والتعليم والقضاء على الفساد الذي يستلب المال العام.. جملة من خطوط التواصل مع المواطن ومليكه.. يطرحها الملك سلمان ليحصن المواطن بالأمل ومواجهة استحقاقه بلغة بالغة الدلالات.. وخطاب يقرأ على وجوه عدّة.. بوضوح يمنح المواطن معه حق ممارسة الإيجابية وخيارت تعددية للإحساس بالأمان.. «كل مواطن هو محل اهتمامي ورعايتي ولا فرق بين مواطن وآخر ولا منطقة وأخرى.. « هو خطاب الوحدة والوطنية مشكلة من المواطن والوطن.. هو خطاب وإن جاء شمولياً عن البترول وأسعاره والوضع الاقتصادي وسياسة المملكة الثابتة إلا أنه يظل خطاب الملك لمواطنيه.. وثيقة سلمان بن عبدالعزيز لأمته.. ولشعبه.. والذي عاش معهم وبينهم وعرف مطالبهم وشاركهم همومهم..