بقلبه الكبير العامر بحب الوطن وبأبوته الحانية التي تتسع لكل المواطنين تحدّث ملك الإنسانية الملك الذي ملك القلوب بحبه، تحدّث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، تحدّث لشعبه الوفي الذي يبادله حباً بحب ووفاءً بولاء، تحدّث حديث القلب للقلب، حديث الشفافية والصراحة فأكد حفظه الله على حقائق ثابتة تمثل أركان هذا الكيان الكبير رواسي شامخات لا جدال ولا فصال فيها، فأكد خادم الحرمين الشريفين بأن الوطن للجميع هذا الوطن الشامخ الذي أسسه صقر الجزيرة الملك المؤسسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على أساس متين من العقيدة الصافية وحافظ أبناؤه من بعده على وحدته القائمة على دعائم الدين والذي لا إفراط ولا تساهل في أساسياته ولابد للمحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته بأن نبذل الغالي والنفيس للذود عن حياضه وحماية مقدساته وصون مكتسباته وتلك لعمري مسؤولية جماعية تناط بكل مواطن ليضع نصب عينيه الحفاظ على هذا الكيان الكبير وأن كل مواطن هو خط دفاع أول ضد كل من يريد المساس بأمن الوطن عسكرياً وفكرياً وثقافياً ولعل الإشارة الواضحة لخادم الحرمين الشريفين الى أهمية الكلمة والكلمة الصادقة المخلصة تدعونا لأن نستشعر مسؤوليتنا جميعاً كمواطنين ومسؤوليين ومثقفين وجميع شرائح المجتمع الى اهمية الوحدة الوطنية والمحافظة عليها باليقظة في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين ويبتدئ ذلك من الاهتمام والاهتمام الشديد بالكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية وحسن الظن بالآخرين وجعل الكلمة امانة ومسئولية بدلاً من أن تكون أداة لتصفية الحسابات كمعول هدم للوطن ومكتسباته وأن لا تكون أداة للغمز واللمز وإطلاق الاتهامات والتشكيك في عقائد الآخرين وأن ذلك لعمري ما يريده الأعداء المتربصون بنا الدوائر عليهم دائرة السوء. إن العقلانية والوسطية والحكمة التي اتسمت بها مواقف المملكة خارجياً جنبها الوقوع في كثير من الصراعات الإقليمية والدولية فهي طوق الأمان في بحر متلاطم من المتغيرات ومن المؤثرات ولابد أن نكون داخلياً بنفس القوة والمتانة ورص الصف، هذا حديث القلب للقلب لملك ملك القلوب وأسرها بحبه فلابد من أن نأخذ ذلك مأخذ الجد فهذا مستقبل وطن وهذا لا تفريط فيه. واحتوى الخطاب الملكي هذا العام الكثير من النقاط الهامة والجوهرية التي أكدت حسن تعامل حكومتنا الرشيدة مع مواقف داخلية وخارجية بمنتهى الحكمة والعقلانية بل وحققت مكتسبات وطنية في التصدي للفكر الضال وتجفيف منابع الإرهاب وإعطاء المرأة حقوقها والوقوف بحزم في وجه المعتدين الحوثيين والإصلاح الوطني الشامل والمشاركة الفاعلة للمرأة والمؤمل المزيد والمزيد من إصلاح الفكر وانفتاح الرأي وتلاحم المجتمع وتكاتفه فذلك مبتغانا جميعاً دامت قيادتنا عزيزة ووطننا فوق هام السحب.