يخطئ كثيراً من يعتقد أن حماية المستهلك والتشدد بها أنها مضره للتجار والتجارة، بل انها العكس تماماً دعم وقوة لها وله، فالتاجر "الصادق الأمين" والملتزم بالأنظمة والقوانين هو أول من ينادي ويطالب بتطبيق القوانين ومنها حماية المستهلك. ماذا نعني بحماية المستهلك أولا؟ هي حماية من الغش والتدليس والاحتيال والتقليد والاحتكار والمبالغة غير المشروعة بالأسعار خاصة المدعومة، ووجود سلع صالحة وسليمة للاستخدام وهكذا، فهل كل هذه المطالب للمستهلك هي ضد مطالب التاجر والتجارة النظيفة والأمينة والصادقة؟ أبدا بل دعم لها. فالتاجر الملتزم بالجودة والكفاءة وعدم الاستغلال وضمان حقوق المستهلك هو يتجه هنا للحفاظ على اسمه كتاجر للمحافظة على العملاء والولاء لهم، للتطوير والمنافسة وهي التحدي الأكبر في التطوير. يجب ألا نتصور أن التاجر الصادق والأمين والتاجر الحقيقي الذي ينظر للمستقبل كمستثمر أنه يراهن على استغلال او غش أو تزوير سلعة وخلافة، ابدا لا يتجه لهذا الاتجاه التاجر الحقيقي، بل يعزز اسمه التجاري وماركته أن كان لديه او جودته أو كفاءته وهكذا، لن يتضرر التاجر الملتزم بالقوانين والتشريعات بل المستقبل له، فهو يحافظ على شرعية تجارته من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة وولاء العملاء له سواء قبل أو اثناء او بعد البيع، فثروة التاجر هي العملاء الذي لديه، وليس غيرها بدونهم لن يكون له قائمة او قوة او نمو او حضور، فيجب أن يدرك جمهور "المستهلكين" كل ما رأيت التاجر الملتزم بالأنظمة والقوانين واحترامها، واحترام العملاء ويهتم بالجودة والكفاءة والتواجد والأمانة والصدق فهذا هو التاجر الحقيقي، وستجد هؤلاء هم من يبقى في السوق لآخر المطاف ولن تجد غيرهم فهم ثابتون والبقية متحركون. يجب على المستهلك أن يعي أنه كلما شاهد التاجر الذي يلتزام بكل ما يحمي المستهلك فهو التاجر الحقيقي، ودور وزارة التجارة أو جمعية حماية المستهلك، هو للمخالفين او المتجاوزين، ولكن التاجر الحقيقي يحمي نفسه ويلتزم بها قبل أن يأتي له من يقول له أو يشرح له مخالفاته، وعلينا أن ننظر حولنا من الدول التي تحمي المستهلك وتحمي التاجر أيضا، فوزارة التجارة ليست لحماية المستهلك فقط، فحتى التاجر تحميه لكي يتطور وينمو ويبرز ويكون أكثر قوة لأنه مصدر عمل وإضافة للاقتصاد، فحمايته تأتي من حماية العلامة التجارية من الغش من التزوير من كل ما يخل ويشوه السوق والاقتصاد، وهذا حماية للجميع، تاجرا ومستهلكا، لكي تكون هناك بيئة نظيفة خصبة للتجارة والنمو والعمل، وهذا ما يجب أن ندركة، فليس هناك عداء او حرب على التاجر من اي طرف بالعكس وزارة التجارة تعمل لصالحه، لن يتضايق او يتذمر من حماية المستهلك والتجارة والاقتصاد إلى تاجر يمارس المخالفات من غش وغيره، وهذا سيكون في النهاية خارج السوق لا شك ولن يحقق أي نمو أو نجاح، وزارة التجارة للجميع لأنها للوطن والاقتصاد فلا نكون منجرفين وكأن هناك حالة شدّ وجذب بل حماية للجميع. لمراسلة الكاتب: [email protected]